كتب :يحيى محمد حسين
وعد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأن حكومته ستعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية قبل نهاية الولاية التشريعية الحالية عام 2027 . وقال في مهرجان نظمه الحزب الاشتراكي في مدينة بيلباو الباسكية، السبت، إن هذه الخطوة تنبع من قناعة أخلاقية، ولأنه يرى أن القضية الفلسطينية عادلة، ولأن ذلك هو «السبيل الوحيد لوضع النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي على طريق الأمن والسلام».
وتعد إسبانيا إحدى دول الاتحاد الأوروبي الأكثر انتقاداً لإسرائيل، وحافظت على موقفها بشأن الحرب على قطاع غزة، ما تسبب بتوترات لأيام بين مدريد وحكومة بنيامين نتنياهو.
وسبق أن أعرب سانشيز الذي أُعيد انتخابه في نوفمبر 2023، عن رغبته في اعتراف مدريد بالدولة الفلسطينية، بدون أن يحدد موعداً لذلك.
وكان البرلمان الإسباني قد وافق، بالإجماع، في عام 2014 بعهد حكومة الحزب الشعبي اليمينية، على بيان يحضّ على «الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل أحادي ومن غير شروط مسبقة». لكن ذلك البيان لم يقترن لاحقاً بخطوة تنفيذية من الحكومة. وقد أكّدت مصادر إسبانية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة عازمة هذه المرة على تنفيذ الخطوة قبل انتهاء ولايتها.
وقال سانشيز أمام جماهير حزبه التي نظّمت مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الأشهر المنصرمة: «سأقترح على مجلسي الشيوخ والنواب، في هذه الولاية الاشتراعية، أن تعترف إسبانيا بالدولة الفلسطينية»، بينما كان التصفيق يدوّي في قاعة المهرجان. وأفادت مصادر رسمية بأن الحكومة الإسبانية مجتمعة هي التي ستتخذ هذا القرار، إذ هي مؤهلة لذلك بموجب المرسوم الاشتراعي الصادر عام 2014. وأضافت أن رئيس الوزراء سيمثل أمام البرلمان لعرض اقتراحه وشرحه ومناقشته، لكن من غير طرحه على التصويت.
كما قامت دول صغيرة في أوروبا، مثل السويد، ومالطا، ورومانيا، والمجر، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن حتى الآن، لم تقم أي دولة كبرى في الاتحاد الاوروبي بهذه الخطوة.
وثمة حالياً انقسام كبير داخل التكتل الأوروبي بشأن حرب غزة، فبعض الدول مثل المجر تقر بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في حين تطالب دول أخرى على غرار إسبانيا، وإيرلندا بوقف فوري لإطلاق النار يضع حداً نهائياً للحرب.
كما طالبت مدريد، في منتصف فبراير الماضي، من بروكسل التحقيق بـ”شكل عاجل” في مدى “احترام” إسرائيل لحقوق الإنسان في غزة.
توترات مع حكومة نتانياهو
وأثارت مواقف سانشيز الذي يرى أنه “من مصلحة” الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، توترات مع حكومة نتنياهو التي اتهمته “بدعم الإرهاب”.
وتصاعد التوتر بين إسبانيا وإسرائيل بعد زيارة قام بها سانشيز برفقة نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة في نوفمبر الماضي.
وتوتّرت العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا على خلفية موقف الأخيرة حيال النزاع، إذ استدعت إسرائيل سفيرتها لدى مدريد في نوفمبر الماضي، بعدما شكّك سانشيز في شرعية الحرب الإسرائيلية في غزة، لكن السفيرة عادت في يناير الماضي.
وأبدت مدريد مؤخراً اعتراضها على عدة تحركات إسرائيلية، إذ أدانت، الجمعة، خطط تل أبيب لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وما تشمله من بناء لوحدات سكنية جديدة، مطالبةً إسرائيل بالتراجع عن هذا القرار.
ورغم تعليق عدة دول مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أعلنت الحكومة الإسبانية، الخميس الماضي، مساعدة إضافية بقيمة 20 مليون يورو، بهدف مواجهة الوضع الإنساني المأسوي في قطاع غزة.