كتب: يحيى محمد حسين
أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص صباح الثلاثاء أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة الذي دمرته الحرب بين إسرائيل وحماس، في إطار مساعي تكثيف إيصال المعونة للسكان المحاصرين والمهددين بالمجاعة.
وأكد مؤسس المنظمة ورئيستها التنفيذية خوسيه أندريس وإيرين جور في بيان: “هدفنا هو إطلاق طريق بحري للقوارب والبوارج المحملة بملايين الوجبات لتواصل الإبحار نحو غزة”.
وتتولى منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة، تنظيم المهمة التي تتحمل الإمارات الجزء الأكبر من تمويلها، في حين تقوم مؤسسة “برواكتيفا أوبن آرمز” الخيرية الإسبانية بمهام تزويد السفينة.
وتعتزم المؤسستان الخيريتان نقل المساعدات مباشرة إلى قطاع غزة، الذي عُزل عن العالم الخارجي منذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية عليه رداً على الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وفي ظل عدم وجود بنية تحتية لميناء، قالت “وورلد سنترال كيتشن” إنها ستقيم رصيفاً تتوقف عليه السفينة في غزة بمواد من المباني المدمرة والأنقاض، مشيرة إلى أنها جمعت 500 طن أخرى من المساعدات في قبرص سيتم إرسالها هي الأخرى.
ممر بحري وميناء
وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وقبرص، في بيان مشترك، الجمعة، تدشين ممر بحري من قبرص لإيصال المساعدات إلى غزة.
وأضاف البيان: “بوسع هذا الممر البحري، أن يكون، ويتعين أن يكون، جزءاً من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة. وسنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع عمليات التسليم عن طريق البر، مع التأكيد على أنها تيسر عبور الطرق وتفتح معابر إضافية لتوصيل مساعدات أكبر لعدد أكبر من الناس”.
أول سفينة أغذية
وفيما حل اليوم الثاني من رمضان ومعظم السكان يتضورون جوعًا وعطشًا، حذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي ماكين من أن “الوقت ينفد” لتجنب المجاعة في شمال قطاع غزة الذي يواجه “كارثة إنسانية” بسبب نقص المساعدات الغذائية الكافية.
في هذه الأثناء، أبحرت من لارنكا صباح الثلاثاء سفينة منظمة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) وهي تحمل 200 طن من الأغذية. وقالت المنظمة عبر منصة “إكس” إن المساعدات قدمتها وستتولى توزيعها في غزة منظمة المطبخ المركزي العالمي (“وورلد سنترال كيتشن”).
وأكدت أنها تعمل على “إرسال أكبر عدد ممكن من السفن”.
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة “إكس”، “أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين”.
وتقول الأمم المتحدة إنّ عمليات إلقاء المساعدات جوًّا بمشاركة عدة دول منذ أسابيع وإرسالها من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.
و قالت هيئة المعابر في غزة إنه تم ادخال 245 شاحنة، 56 عبر معبر رفح التجاري مع مصر، و189 عبر معبر كرم ابو سالم التجاري الاسرائيلي.
ولا تلبي هذه الكميات الشحيحة الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية في القطاع حيث تحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون، مهدّدون بالمجاعة. وقد نزح 1,7 مليون من السكان بسبب الحرب ويتجمع القسم الأكبر منهم في رفح قرب الحدود مع مصر، والمهددة باجتياح بري تعد له إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن 25 شخصًا توفوا نتيجة “سوء التغذية والجفاف”. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة الاثنين إن “عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات”.
The short URL of the present article is: https://kayan-misr.com/krfm