كتبت: رنا الخياط
في حدث تاريخي وغير مسبوق، انتُخبت بايتونغتارن شيناواترا، المعروفة بلقب “أنغ إنغ”، رئيسة للوزراء في تايلاند، لتصبح بذلك أصغر من تولى هذا المنصب في تاريخ البلاد وثاني سيدة تقود الحكومة التايلاندية. بايتونغتارن، البالغة من العمر 37 عامًا، تنحدر من عائلة شيناواترا السياسية المؤثرة، وهي ابنة الملياردير ورئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا، الذي ترك بصمة لا تُمحى في السياسة التايلاندية.
نشأت بايتونغتارن في العاصمة بانكوك، وتلقت تعليمها في إدارة الفنادق في المملكة المتحدة، حيث درست في إحدى الجامعات المرموقة هناك. بعد عودتها إلى تايلاند، بدأت مسيرتها المهنية في إدارة سلسلة فنادق تابعة لعائلتها، مما منحها خبرة واسعة في الإدارة والقيادة. ومع ذلك، كان لديها طموح سياسي دفعها لدخول معترك السياسة في أواخر عام 2022، حيث شاركت بنشاط في الحملة الانتخابية لحزبها، مما أسهم في فوزها الباهر.
بايتونغتارن ليست جديدة على عالم السياسة، فقد تأثرت بوالدها تاكسين شيناواترا، الذي أعاد رسم ملامح السياسة التايلاندية في مطلع الألفية الثانية من خلال سياسات شعبوية كانت تستهدف تحسين حياة الفئات الأقل حظًا، مما أكسبه ولاءً قويًا من الجماهير الريفية. هذا الولاء مكّن تاكسين من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات مرتين، وجعل منه شخصية محورية في تاريخ تايلاند الحديث.
انتخاب بايتونغتارن يمثل المرة الثالثة التي تتولى فيها عائلة شيناواترا رئاسة الحكومة في تايلاند، بعد والدها وعمتها. هذا الترابط العائلي العميق بالسياسة التايلاندية يعكس قوة نفوذ العائلة وتأثيرها الكبير على المشهد السياسي في البلاد.
كأصغر رئيسة وزراء في تاريخ تايلاند، تواجه بايتونغتارن تحديات كبيرة، حيث يتطلع الشعب إلى قيادتها لتحقيق الاستقرار والنمو في ظل أوضاع سياسية واقتصادية معقدة. ومع تأثرها الواضح بإرث والدها، يتوقع الكثيرون أن تسير على خطاه في تنفيذ سياسات تركز على العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، مع إضافة بصمتها الخاصة في قيادة البلاد نحو مستقبل مشرق.
The short URL of the present article is: https://kayan-misr.com/pq46