ألقى الدكتور هيثم مدحت، ممثل وكالة الفضاء المصرية، كلمة ثرية خلال ندوة بعنوان “الاتصالات الفضائية والاستشعار عن بعد: مستقبل مصر الرقمي” التي نظمتها لجنة الفضاء بالنقابة العامة للمهندسين. في كلمته، استعرض د. هيثم جهود وكالة الفضاء المصرية لتعزيز حضور مصر في قطاع الفضاء وتوطين التكنولوجيا المتقدمة.
دكتور هيثم مدحت، ممثل وكالة الفضاء المصرية، الذي قدم عرضًا ثريًا عن دور الوكالة وإمكانياتها الحالية، مسلطًا الضوء على جهود مصر المتواصلة لتعزيز حضورها في قطاع الفضاء. بدأ العرض بتقديم نظرة عامة على نشأة وكالة الفضاء المصرية وأهدافها الاستراتيجية، موضحًا كيف استطاعت الوكالة أن تتطور بسرعة لتصبح لاعبًا فاعلًا في المنطقة.
تحدث د. هيثم عن إمكانات الوكالة الحالية من حيث البنية التحتية، والمختبرات المتخصصة، ومنظومات التحكم، ومراكز التجميع والاختبار. كما أشار إلى المشاريع الحالية التي تديرها الوكالة، موضحًا كيفية استخدام هذه الإمكانات لتطوير الأقمار الصناعية المصرية المتقدمة، والمساهمة في الأبحاث الفضائية، والتعاون مع وكالات الفضاء العالمية.
واستعرض خلال العرض جهود مصر في **نقل تكنولوجيا الفضاء وتوطينها، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في المنطقة، موضحًا أن مصر اليوم لم تعد فقط مستهلكة للتكنولوجيا، بل أصبحت من لدول المصنعة للأقمار الصناعية، ولها دور فاعل في دعم التنمية الاقتصادية والتقنية من خلال تكنولوجيا الفضاء.
وأشار د. هيثم بقوة أن صناعة الفضاء تمثل ركيزة أساسية في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تتيح تكنولوجيا الفضاء حلولًا مبتكرة لـ إدارة الموارد المائية والزراعيةبفعالية عالية، وتلعب دورًا جوهريًا في التخطيط العمراني وتطوير البنية التحتية بشكل يضمن استمرارية النمو والتنمية المستدامة.
كما تحدث عن أهمية الاستثمار في التعليم والتدريب في هذا المجال، مؤكدًا أن الوكالة تعمل على تأهيل جيل جديد من المهندسين والعلماء المصريين من خلال برامج التدريب والتعاون مع الجامعات المحلية والدولية، بهدف بناء قاعدة علمية صلبة تُعزز من قدرات مصر في هذا المجال المتقدم.
كما أشار د. هيثم خلال كلمته إلى التعاون المثمر بين وكالة الفضاء المصرية ولجنة الفضاء بالنقابة العامة للمهندسين، موضحًا أن هذا التعاون يأتي في إطار نشر ثقافة علوم الفضاء بين المهندسين وتعزيز الوعي بأهمية هذا المجال المتقدم. وأكد أن الوكالة تعمل جنبًا إلى جنب مع لجنة الفضاء لتقديم برامج تدريبية وندوات تثقيفية تهدف إلى رفع كفاءة المهندسين المصريين، وتمكينهم من الإلمام بأحدث التطورات في تكنولوجيا الفضاء، مما يسهم في بناء قاعدة هندسية قوية قادرة على مواكبة التحديات المستقبلية.
وأضاف أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة في نشر الوعي العلمي وتقديم فرص تعليمية متميزة، لدعم رؤية مصر في تحقيق تقدم ملموس في هذا القطاع الحيوي، مشددًا على أن الوكالة ولجنة الفضاء تتشاركان نفس الرؤية في إعداد جيل جديد من الكوادر الهندسية القادرة على قيادة مشاريع الفضاء المستقبلية.
اختتم د. هيثم كلمته بالتأكيد على الدور الريادي لمصر في الفضاء حاليًا، من خلال مشاركتها في عدد من المبادرات الفضائية الدولية، وسعيها الدؤوب للتميز في مجال الاتصالات الفضائية والاستشعار عن بعد، مشيرًا إلى أن مستقبل تكنولوجيا الفضاء في مصر واعد ومبني على أسس قوية، تضمن لها الاستمرار في الريادة على المستويين الإقليمي والدولي