كتبت: روضة سعد
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبحث إصدار عفو عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مقابل تخليه عن السلطة. وذلك بعد أيام من إعلان مادورو فوزه في الانتخابات الرئاسية، رغم معارضة المعارضة لنتائجها.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن تخشى اتساع الاضطرابات في فنزويلا وحدوث موجة نزوح “ضخمة” قد تشهد مغادرة ملايين الفنزويليين بلادهم. وقد أدانت محاكم في الولايات المتحدة مادورو وعدداً من كبار المسؤولين الفنزويليين في عام 2020 بتهمة التعاون مع القوات المسلحة الكولومبية لاستخدام الكوكايين كسلاح.
وبحسب المصادر المطلعة على المفاوضات، فإن واشنطن مستعدة لتقديم ضمانات بعدم ملاحقة مسؤولي النظام الفنزويلي، إذا قبل مادورو التنازل عن السلطة. وجرت المحادثات بين رئيس الكونغرس الفنزويلي وأحد المقربين من مادورو، والمسؤول عن السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا في مجلس الأمن القومي.
وكانت إدارة بايدن قد رفعت معظم العقوبات على فنزويلا، على أمل تعزيز إجراء انتخابات حرة ونزيهة. إلا أنها هددت بفرض عقوبات جديدة بعد امتناع مادورو عن نشر نتائج الانتخابات، التي اعتبرت واشنطن فوزه فيها مفتقراً للمصداقية.
وفي سياق متصل ، تسعى الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس بايدن إلى حشد الجهود الدولية لإجبار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التنحّي، بعد أكثر من 11 عام من حكمه المتواصل. فقد شهدت فنزويلا تحت حكم مادورو انهيارًا اقتصاديًا كبيرًا وعزلة دبلوماسية واسعة، ما أدى إلى نزوح نحو 8 ملايين فنزويلي إلى خارج البلاد.
ويتّهم مسؤولون أمريكيون وكولومبيون مادورو بتوفير الملاذ الآمن للجماعات المسلحة العابرة للحدود، كما سمح له بتعزيز نفوذ روسيا والصين وغيرها من خصوم الولايات المتحدة في المنطقة. وقد عرضت الولايات المتحدة عام 2020 مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على مادورو بتهمة التآمر مع حلفائه لإغراق الولايات المتحدة بالكوكايين.
في المقابل، تشارك ثلاث دول أمريكية لاتينية، هي البرازيل والمكسيك وكولومبيا، في محاولات إيجاد حل للمواجهة المشتعلة بين مادورو والمعارضة الفنزويلية. وتأمل إدارة بايدن أن يتخذ زعماء هذه الدول المتعاطفين مع مادورو موقفًا أكثر صرامة للضغط عليه لإثبات فوزه الانتخابي.
وتسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى حل يخفّض التوترات في فنزويلا، حيث من الممكن أن تؤدي تصاعد الاحتجاجات والصدام بين السلطة والمعارضة إلى موجة جديدة من النزوح غير الشرعي إلى الولايات المتحدة، مما قد يؤثر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
ومع ذلك، يستبعد مراقبون نجاح المحادثات الأمريكية في إقناع مادورو بالتنازل عن السلطة، بعدما رفض مناقشة أي ترتيبات قد تدفعه للرحيل في محادثات سرية جرت في الدوحة العام الماضي.
من جانبه، أعرب مادورو عن استعداده للمحادثات طالما أظهرت واشنطن له الاحترام. في أوقات أخرى، طلب من الولايات المتحدة أن تنشغل بشؤونها الداخلية. وقال مادورو في مؤتمر صحفي الجمعة: “لا تتدخلوا في الشؤون الداخلية لفنزويلا، هذا كل ما أطلبه”.
وقد يؤدي فوز دونالد ترمب إلى إحباط المحادثات، إذا أعاد الرئيس السابق إحياء سياساته العدوانية السابقة تجاه مادورو، والتي بدأت في عام 2019 عندما فرضت إدارته عقوبات على قطاع النفط، وأيّدت جهود المعارضة الفنزويلية للإطاحة بنظام مادورو.
يقول المراقبون إن فنزويلا باتت شوكة حقيقية ومؤلمة في جانب السياسة الخارجية الأمريكية، بعد عقود من الخلافات الدبلوماسية أعقبها فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا جولات من العقوبات على النظام الفنزويلي وقادته، وركزت على قطاع النفط والغاز. غير أن نظام مادورو تمكن من التلاعب والمناورة، وبيع النفط للصين وروسيا وإيران.