تقرير- روضة سعد:
شهدت شبكات المترو في السنوات الأخيرة ، زيادة مقلقة إلى حد ما في عدد حالات الانتحار أو محاولات الانتحار التي تحدث على خطوط السكك الحديدية، هذه الظاهرة المأساوية تطرح تحديات كبيرة على السلطات التنفيذية والمجتمع ككل، حيث تبحث الجهات المختصة عن سبل فعالة للوقاية والتصدي لهذه المشكلة.
تشير التقارير إلى في أن مصر شهدت خلال عام 2023 ما يقرب من 20 حالة انتحار في محطات مترو الأنفاق ، وتشير الإحصائيات أيضا إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب، خاصةً في الفئة العمرية من 20 إلى 30 عامًا.
«تحديات كبيرة»
صرح مصدر في وزارة النقل ، أن التزام شركة المترو بتعزيز الأمن لحماية الركاب مستمرة ، مع الإقرار بصعوبة مراقبة أعداد هائلة من مستخدمي المترو يوميًا تصل إلى 4 ملايين شخص بجانب وُضع مقترح قيد الدراسة لمعالجة هذه الظاهرة، كما تم الاتفاق علي تركيب حواجز زجاجية آلية على أرصفة جميع محطات المترو، بما في ذلك الخطوط الثلاثة والخطوط الجديدة قيد الإنشاء ،وتهدف هذه الحواجز لمنع الوصول إلى حافة الرصيف، حيث ستتوقف القطارات تلقائيًا عند وصولها إلى المحطة وتفتح الحواجز آليًا ،وتُنقسم هذه الحواجز إلى قسمين: مخصص للنزول من القطار وآخر للصعود، مما يساهم بشكل كبير في القضاء على ظاهرة الانتحار في مترو الأنفاق.
وقال الدكتور علاء الغندور استشاري طب نفسي ، يمكن إرجاع ارتفاع معدلات انتحار المترو إلى مجموعة من العوامل المتداخلة مثل الاكتئاب والمشاكل النفسية المختلفة التي قد يعاني منها بعض الأفراد ،و سهولة الوصول إلى خطوط المترو وفرص الانتحار المتوفرة ، الضغوط والإجهاد النفسي الناجم عن الحياة في المدن الكبرى،ونقص الوعي المجتمعي وضعف البرامج الإرشادية والدعم النفسي ،و الضغوطات الحياتية مثل المشاكل المالية والعائلية والزوجية والإدمان علي المخدرات أو الكحول أو تواجد بعض الأمراض المزمنة مثل السرطان أو الفشل الكلوي وأيضاً الشعور بالوحدة والعزلة.
«حواجز زجاجية»
وفي خطوة حاسمة لمواجهة ظاهرة “انتحارات المترو” التي باتت تُثير قلق المصريين، تستهدف وزارة النقل تركيب حواجز زجاجية آلية على أرصفة محطات الخط الرابع الجديد للمترو ، وتكوين حواجز علي أرصفة المترو كما تهدف هذه الحواجز الذكية لمنع سقوط الأشخاص على القضبان، سواءً بقصد الانتحار أو بسبب حالات التكدس أو الإغماءات المفاجئة ، وتُعدّ هذه التقنية حلاً ناجحًا مُطبّقًا في العديد من الدول الأوروبية، حيث تفصل حواجز زجاجية أو معدنية الركاب عن القطار، حفاظًا على أرواحهم.
وعلي الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها شبكات المترو في مواجهة ظاهرة الانتحار، إلا أن الجهود المتضافرة بين السلطات والمجتمع تسعى جاهدة للحد من هذه المأساة والوقاية منها ، وما زال الطريق طويلاً أمام تحقيق نتائج ملموسة، لكن الأمل قائم في أن يتم التغلب على هذه المشكلة خلال السنوات القادمة.