كتبت: منه الخولي
قالت الدكتورة نهلة الصعيد، مستشار شيخ الأزهر الشريف لشئون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين: إننا اليوم نستقبل دفعة جديدة من طلاب إندونيسيا الذين يحرصون على الدراسة في رحاب الأزهر الشريف، وينهلون من علومه ومعارفه على يد نخبة من علماء الأزهر الشريف الذين لا يبخلون بأي جهد عن جميع الطلاب، مؤكدة أن فضيلة الإمام الأكبر يولي الطلاب الوافدين جل اهتمامه؛ لأنهم ينشرون رسالة الأزهر الشريف في بلادهم.
وأضافت مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، بكلمتها في الحفل الذي أقامه مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالتعاون مع اتحاد الطلبة الإندونيسيين؛ بمناسبة استقبال الطلاب الجدد، أننا نعمل على صقل الطلاب علميًّا وأدبيًّا ونفسيًّا وندعمهم في كل المجالات، من خلال برامج ومناهج معدة خصيصًا لهم، حتى نخرج طلابًا متميزين يحملون أفضل رسالة في العالم، بمنهج وسطي مستنير بعيدٍ كل البعد عن التشدد أو التطرف.
وبيَّن فضيلة الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن المسئولية الملقاة على عاتق الطلاب الوافدين مسئولية عظيمة، خاصة في ظل ما يعيشه عالمنا الإسلامي الآن من تحديات ثقال، فالعلماء وأصحاب الرسالات تكون مسئولياتهم في مثل هذه الأوقات أكبر وأعظم، ويكون عليهم الدور المحوري في مجابهتها، مؤكدًا أنه وإذا كانت سنة الله تعالى قد اقتضت أن يؤيد الرسل بالمعجزات التي تؤكد على صدقهم، فإن الله تبارك وتعالى، قد اقتضت سنته كذلك أن تنقطع الصلة بين أهل السماء وأهل الأرض بختام رسالة الإسلام، إلا أنه كان من إنعام الله تعالى على عبيده أن جعل للأنبياء والرسل ورثة يقومون بمهام النبوة وواجبات الرسالة، هؤلاء الورثة هم العلماء، وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى هذا في قوله: “العلماء ورثة الأنبياء”، مشيرا إلى أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم، ولهذه فعليكم اغتنمام الفرصة لأخذ هذا العلم بحظ وافر وجهد كبير.
وأضاف أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر الشريف يحتفي بكم وبقدومكم إلى مصر، للدراسة به، هذا البيت العتيق والمعمور بالعلماء والمعرفة، وهو ما يتطلب منكم الوقوف على الهدف الذي أتيتم لأجله من بلادكم إلى مصر، وهذا هو أهم أمر يجب عليكم الاعتناء به، ألا وهو طلب العلم وبذل كل الجهد من أجل تحصيله، مع ضرورة استشعار المسئولية، مؤكدًا أن عليهم الشعور بالفخر؛ لأن الله وجههم لقبلة تهفوا إليها العقول، وهي الأزهر الشريف، ذلكم الحصن الحصين الذي شيد على أساس مستقيم، ولا بد لمن يلتحق به أن يكون عارفًا بما له من حقوق وما عليه من واجبات وما يحصله من فوائد ومنافع.
من جانبه أوضح الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا، أن تعلم العلوم ضروري لاستخلاف الإنسان في الأرض، فالإنسان خليفة الله في أرضه، ولا يكمل الاستخلاف إلا بالعلم، مؤكدًا أن الله تعالى قد خلق الإنسان وخلق الاختلاف لكنه تعالى هو الذي وزع هذا الاختلاف لحكمة يعلمها، وأن المقياس الوحيد للمفاضلة هو العلم وحسن الخلق، لافتا أن الأزهر الشريف هو مقصد للدارسين من بقاع العالم منذ نشأتها وحتى الآن، فحفظ الله به علوم الدين والدنيا، وقد تخرج من بين جنباته كبار العلماء في التاريخ، مثل: ابن الهيثم وابن خلدون وغيرهم الكثير ممن أسهموا بعلمهم فيما وصلنا إليه من نهضة وتقدم.
وأكد نائب رئيس جامعة الأزهر أن الأزهر الشريف كان مقصدًا لنوابغ الطلاب، وكانت بيوت العلم في مصر والعالم تفتخر بإرسال ابن من أبنائها للدراسة في الأزهر، مبينًا أن الله قد اختص مصر بالأمن وميزها بمكانة خاصة، وكان الأزهر الشريف درتها، معبرًا عن ترحيبه بالطلاب الجدد في جامعة الأزهر وفي بلد العلم، وأوصاهم باستغلال تلك الفرصة الثمينة التي أنعم الله عليهم بها.
ومن جانبه قال السيد محمد زعيم، نائب سفير إندونيسيا لدى جمهورية مصر العربية: إن العلاقة بين مصر وإندونيسيا تاريخية؛ حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال إندونيسيا، كما كان للأزهر الشريف دور مهم في استقبال طلاب إندونيسيا منذ وقت طويل، وكان في الجامع الأزهر رواقًا يسمى: الرواق الجاوي، نسبة إلى طلاب جاوة، مضيفًا أن هناك عديدًا من العلماء والمسئولين والشخصيات البارزة في إندونيسيا من خريجي جامعة الأزهر، معبرًا عن امتنانه للأزهر الشريف على استقباله للطلاب الإندونيسيين وتزويدهم بالعلوم الدينية والدنيوية النافعة لهم ولأمتهم.
وأوصى نائب سفير إندونيسيا لدى مصر الطلاب الجدد أن يتفكروا في وجودهم في مصر ويُرَبِطوه بقول الله تعالى في سورة الحجرات: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، لافتا أنهم كضيوف لجمهورية مصر العربية لا بد أن يحترموا العادات والتقاليد والثقافة المحلية مع الالتزام باللوائح السارية في البلد.