كتبت: منه الخولي
صلاة التهجد هي نافلة من النوافل التي لا ينبغي أن يغفل المسلم عن آدائها، حيث أن الصلاة وسيلة تقرب العبد من ربه سبحانه وتعالى، وذلك لأن كل الأمور متعلقة به، فعلى الرغم من ان ترك صلوات النوافل لا يعتبر ذنباً يعاقب عليه المسلم إلا أنه ترك البركة والخير؛ لأن فكرة الإيمان التي يقوم عليها الإسلام لها علاقة كبيرة بارتباط المسلم بالله في الليل والنهار وهي ليست علاقة تنتهى بإتمام الفرائض لكنها علاقة تمتد في وقت وكل حين.
ما هي صلاة التهجد وقيام الليل؟
مفهوم التهجد،يقال: هجد الرجل إذا نام بالليل، وهجد إذا صلى بالليل. وأما المتهجِّد فهو القائم إلى الصلاة من النوم.
-حكم صلاة التهجد
فهي سنة مؤكدة، ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله عز وجل – في صفة عباد الرحمن:”والذين يبتون لربهم سجداً وقياماً”.
وقال تعالى في صفة المتقين:” كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون”. وقال تعالى في أصحاب الإيمان الكامل: ” تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون”..مع وجود آيات كثيرة تدل على ذلك.
وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”.
_فضل قيام الليل عظيم
فضله عظيم للأمور الآتيه:
١- عناية النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل حتى تفطرت قدماه، فعن عائشة رضى الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ” أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً”.
٢- من أعظم أسباب دخول الجنة، فعن عبد الله بن سلام-رضي الله عنه-قال: لما قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِبَلَه، وقيل قِدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، فجئت في الناس؛ لأنظر، فلما تبيَّنتُ وجْهَهُ عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذَّاب، فكان أول شئ سمعتُه تكلَّم به أن قال: ” يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والماس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
٤-المحافظون على قيام الليل محسنون مستحقون لرحمة الله وجنته؛ لأنهم” كانوا قليلاً من اللليل ما يهجعون*وبالأسحار هم يستغفرون”.
٥-مدح الله أهل قيام الليل في جملة عباده الأبرار عباد الرحمن،فقال عز وجل: “والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً”.
٦- شهد لهم بالإيمان الكامل فقال سبحانه: “إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون* تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون”.
٧- نفى الله التسوية بينهم وبين غيرهم ممن يتصف بوصفهم، فقال تعالى: ” أمن هو قانتٌ ءاناء اليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب”.
٨- قيام الليل مكفر للسيئات ومنجاة للآثام لحديث أبي أمامة- رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: ” عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قُربة إلى ربكم، ومكفر للسيئات، ومنهاة للآثام”.
٩- قيام الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة؛ لحديث أبي هريرة رضى الله عنه- يرفعه، وفيه: ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل”.
١٠- شرف المؤمن قيام الليل؛ لحديث سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: ” جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به” ثم قال: ” يا محمد شرف المؤمن قيام الليل، وعزة استغناؤه عن الناس”.
١١- قيام الليل يُغْبَطُ عليه صاحبه، لعظيم ثوابه، فهو خير من الدنيا وما فيها؛ لحديث عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: ” قال النبي صلى الله عليه وسلم” لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلَّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلِّمها”.
١٢- قراءة القرآن في قيام الليل
غنيمة؛ لحديث عبد الله بم عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين”.
-أفضل أوقات قيام الليل
ومن أفضل أوقات قيام الليل الثلث الأخر، وصلاة الليل تجوز في أوله، وأوسطه، وآخره؛ لحديث أنس-رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله صلى الله يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر، وكان لا تشاء أن تراه من الليلةمصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته”.
وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عيله وسلم أنه قال: ” ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟(فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر)”.
– عدد ركعات قيام الليل
ليس له عدد مخصوص؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى.
ولكن الأفضل أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضى الله عنها – قالت: ” ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلمةيزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة”.