كتبت رنا الخياط
ورد في القرآن الكريم، قصص العديد من النساء اللواتى تم ذكرهن دون الإشارة إلى أسمائهم، وهن من نساء العالمين المخلدات، ومن بين سيدات العالمين المخلدات في التاريخ الدينى السيدة سارة زوجة أبو الأنبياء النبى إبراهيم.
سارة بنت هاران هي زوجة النبي إبراهيم الأولى، وهى أم النبي إسحاق أبو النبي يعقوب الذي ينحدر من نسله أنبياء بني إسرائيل، وهي مبجلة عند المسلمين واليهود والمسيحيين. أتى ذكرها بالتوراة على أن أسمها “ساراى” ثم تحول إلى “سارة” بعد وعد قطعه الله لها بولد بعدما كانت عجوز عاقر، كما ذكرت الحادثة في القرآن من دون تسميتها.
بحسب التوراة، كان اسم زوجة إبراهيم تدعى “ساراي” وعندما أصبحت عجوزا من دون أولاد وعدها الله بولد فتغير اسمها إلى “سارة” كدلالة للوعد بذرية، وفي العبرية معناه الأميرة أو السيدة النبيلة، وفي اللغة العربية فيعني “البهجة والسرور”.
قال علي جمعة إن سارة كانت بين أجمل نساء الأرض، وهو ما دفع من أسرها أن يضمها للقصر، “كان مزاجه في الجميلات، ولما شاف سارة فتن فيها، وكانت أجمل سيدة بعد السيدة حواء”.
هذا الجمال هو ما دفع سيدنا إبراهيم إلى حبها بشكل كبير ليس له مثيل، ولم تكن لديه مشكلة مع عدم إنجابها، بل كان يكفيه أن يحبها ويعيش معها.
وصلت السيدة سارة إلى أرذل العمر ولم تنجب، وظلت عاقرا لسنين طويلة، لم يعبأ سيدنا إبراهيم عليه السلام لذلك، حتى أخبرت الملائكة إبراهيم – عليه السلام- أنهم ذاهبون إلى قوم لوط؛ لأنهم عصوا نبى الله لوطًا، ولم يتبعوه.
وقبل أن تترك الملائكة إبراهيم -عليه السلام- بشروه بأن زوجته سارة سوف تلد ولدًا اسمه إسحاق، وأن هذا الولد سيكبر ويتزوج، ويولد له ولد يسميه يعقوب.
ولما سمعت سارة كلامهم، لم تستطع أن تصبر على هول المفاجأة، فعبَّرت عن فرحتها، ودهشتها كما تعبر النساء؛ فصرخت تعجبًا مما سمعت، وقالت: (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ. قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) [هود: 72-73] .
وحملت سارة بإسحاق – عليه السلام – ووضعته، فبارك اللَّه لها ولزوجها فيه؛ ومن إسحاق انحدر نسل بنى إسرائيل.