عبرنا الهزيمة بعبورنا الى سيناء و مهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة فيها المعنى أن مصر هى دائما مصر وتحسبها الدنيا قد نامت و لكن روحها وقواتها المسلحة لا تنام
تعتبر حرب أكتوبر 1973 من الحروب التي سيظل يتحدث عنها التاريخ لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان ، لقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية
حرب أكتوبر هي الوحيدة بين أربع حروب بين العرب وإسرائيل التى تفوق فيها المصريون على الإسرائيليين، كان عبور قناة السويس جريئا وعبقريا بإذابة السواتر الرملية الدفاعية العملاقة بخراطيم المياه عالية الضغط ، وإقامة الجسور العائمة. وعبور الكوماندوز القناة في زوارق مطاطية مكشوفة .
كانت حرب اكتوبر على إسرائيل تؤكد “إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التى بنيت منذ انتصارها في عام 1967 و كانت هناك أسطورة قديمًا تقول إن العرب ليسوا محاربين و أن الاسرائيلى سوبرمان ، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك”
و”احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية لقناة السويس يعد نصرًا ضخمًا لا مثيل له، تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب” لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل، غيرت حرب أكتوبر عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس، واجتاح خط بارليف غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للعرب والشرق الأوسط بأسره “.
دهشنا العدو بما شاهده امام أعينهم من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات اسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة بينما كان غسيلا مصريا على خط بارليف” ….. “لقد وضح تمامًا أن الإسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب، وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء”
إن أبطالنا من القوات المصرية أبدو كفاءة عالية وتنظيماً وشجاعة عظيمة، حققوا نصرا نفسيا على إسرائيل،واحتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصراً ضخماً لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيليين باستعادة مصر السيطرة على قناة السويس …
“إن القوات المصرية قد أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهي عارية، الأمر الذي لم تستطع إزاءه القيادة الإسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة ايام من حرب اكتوبر
لقد كان الرأي العام الإسرائيلي قائمًا على الاعتقاد بأن أجهزة مخابراته هي الأكفأ، وأن جيشه هو الأقوى والآن يريد الرأي العام في إسرائيل أن يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا. والسؤال الذي يتردد على كل لسان في تل أبيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الإسرائيلية بخطط مصر وسوريا مسبقًا” .
لقد اتضح أن القوات الإسرائيلية ليست مكونة من رجال لا يقهرون إن الثقة الإسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي لا تميل الي الحلول الوسط وأن هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب أكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التي أدلي بها المسئولون الإسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه ”
“كانت (الفردان) شرق قناة السويس من أول المواقع التي استردادها الجيش المصري، وعندها حققت القوات المصرية أعظم انتصاراتهم واستعادت أراضيهم منذ اليوم الأول .. وكست وجوهم أمارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار أمهامهم، وهكذا ذهب خط بارليف الحصين بالإسرائيلي علي غير رجعة ” .
“إن حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية “الحدود الآمنة” كما يفهمها حكام تل أبيب، فقد أثبتت أن امن إسرائيل لايمكن أن “يكفل” بالدبابات والصواريخ ، وإنما بتسوية “سلمية عادل” تتوافق مع الوضع الجديد بالانتصار “بالحرب” لتوافق عليها الدول المصرية
“مصر وخلفها سبعة ألاف عام من الحضارة تشتبك في حرب طويلة المدى مع إسرائيل التي تحارب اليوم لكي تعيش غدا، ثم لا تفكر أبدا فيما قد تصبح عليه حالتها في المستقبل البعيد نسبيا ”
“لقد كان مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الاسرائيلى ان يصدق أن الدولة المصرية ستبقى مستسلمة الى الأبد حيال احتلال اراضيها و مهما تكن نتيجة المعارك فإن مصر أحرزت انتصارا و قضوا على الصورة السائدة عن الجيش الذي لا يقهر
ان من اهم نتائج حرب اكتوبر 1973 انها وضعت حدا لأسطورة اسرائيل في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا وأحدثت تغيرا جذريا في الوضع الاقتصادي في الدولة الاسرائيلية التي انتقلت إلى الأزمات الاقتصادية من بعد حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل الحرب.
رغم ان هذه الحالة لم تكن ترتكز علي اسس صلبة غير ان النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت علي الصعيد النفسي .. لقد انتهت ثقة الاسرائيليين في تفوقهم الدائم كما اعتري جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل وهذا اخطر شي يمكن ان تواجهه الشعوب حين تشعر بضعف الدولة وبصفه خاصة اسرائيل.
إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالرجال و قدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها ، فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية و مهارة القادة و الضباط الذين تدربوا
و قاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر
رغم أنها تمت تحت بصره و تكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية فى عداد المستحيل. وتذكر مصر فى هذه اللحظة بالشكر و الفخر” لكل من ساهم في إنجاح الوثبه المصرية ومواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المصرية
كفاح الجيش المصري ضد إسرائيل كان كفاح عادل، دفاعاً عن حقوقهم ، وإذا حارب المرء دفاعاً عن أرضه ضد معتد فإنه يخوض حرباً تحريرية ، أما الحرب من أجل الاستمرار في احتلال ارض الغير فإنها عدوان سافر”من قبل إسرائيل، رحم الله شهدائنا الأبرار الذين كانوا السبب الرئيسي للنصر المبين