كتبت:كريمه حمدي
تعرف علي فضل ليله النصف من شعبان
الدكتور منتصر يوسف الهمامي .استاذ مادة الشريعة بكلية الحقوق بقنا
ليلة النصف من شعبان قد ورد في فضلها أحاديث حَسَّنَهَا البعض ، منها : ١- ما رُوِي عن رسول الله ﷺ أنه قال : ” إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه ، فيغفر للمؤمنين ، ويملي للكافرين ، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” . رواه البيهقي في شعب الإيمان ، والطبراني ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع. ٢- مارُوِي عن رسول الله ﷺ أنه قال : ” إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن” . رواه ابن ماجه ، وابن حبان .
قال عطاء بن يسار : ” ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان ، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ، فيغفر لعباده كلهم ، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم “.
فينبغي على المسلم أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن ، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي تحجبه عن هذه المغفرة. ومن هذه الذنوب : الشرك بالله ، فإنه مانع من كل خير ، ومنها الشحناء والحقد على المسلمين ، وهو يمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة ، فقد رُوِي عن رسول الله ﷺ أنه قال : ” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً ، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا ” . رواه مسلم. فأفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ، سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها.
ولم يثبت في تخصيص هذه الليلة بصلاة معينة ، أو دعاء معين ، شيء عن النبي ﷺ ولا عن أحد من أصحابه ، وأول ظهور لذلك كان من بعض التابعين ، قال ابن رجب في ” لطائف المعارف ” : ” وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ، ومكحول ، ولقمان بن عامر وغيرهم ، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة ، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها. وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية ، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قَبِلَه منهم ووافقهم على تعظيمها ، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم ، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز.
وقال ابن تيمية – رحمه الله – : ” وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل ، وكان في السلف من يصلي فيها ، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة”.
وقال الشافعي – رحمه الله – : ” بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال : ليلة الجمعة ، والعيدين ، وأول رجب ، ونصف شعبان .
وأما صيام يوم النصف من شعبان فيسن على أنه من الأيام البيض الثلاثة ، وهي : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر ، لا على أنه يوم النصف من شعبان ، فإن حديث الصيام فيه لا يصلح للاحتجاج ، بل هو حديث موضوع ، وهو قوله : ” إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا نهارها ” .