كتبت : رنا الخياط
يعتبر الإنترنت وسيلة اتصال قوية وعالمية في عالمنا الحديث، حيث تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد من مختلف الأعمار والكثر يتسائل عن مخاطر الانترنت على الاطفال. وفقًا للأمم المتحدة، يُعَدُّ الشباب اليوم القوة المحركة والأكثر تفاعلاً على وسائل التواصل الإلكتروني. ففي عام 2022، كان 75% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا يستخدمون وسائل التواصل عبر الإنترنت، بينما كانت هذه النسبة 65% لباقي سكان العالم.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بالشباب، فالأطفال أيضًا يقضون وقتًا أطول على الإنترنت اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة. حيث يتصل طفل كل نصف ثانية بالانترنت لأول مرة. هذا الواقع يطرح أسئلة هامة حول المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال أثناء تصفحهم الإنترنت واستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
مخاطر الإنترنت الشائعة على الأطفال
مع زيادة استخدام الأطفال للإنترنت، هناك العديد من المخاطر التي يجب أن يكون الآباء والمعلمون على دراية بها. أحد هذه المخاطر هو التنمر الإلكتروني، حيث يمكن أن يتعرض الأطفال للتهديد أو المضايقة أو الإساءة من قبل الغرباء عبر الإنترنت. ويشمل ذلك الرسائل العنيفة والتنمر الإلكتروني وطلب معلومات شخصية.
بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الأطفال لخطر التعرض لمحتوى غير لائق على الإنترنت. وقد يتعرضون لمحتوى يحتوي على عنف مفرط أو مشاهد جنسية أو تحريض على العنف أو السلوك الضار. يمكن أن يكون لهذا المحتوى تأثير سلبي على النمو النفسي والعاطفي للأطفال.
هناك أيضًا خطر الاحتيال الإلكتروني الذي يستهدف الأطفال. يتعرض الأطفال لمحاولات الاحتيال والتلاعب من خلال الرسائل المزيفة والمواقع الإلكترونية الاحتيالية. وقد يتم استدراجهم إلى تقديم معلومات شخصية أو المشاركة في أنشطة محفوفة بالمخاطر، مما قد يهدد خصوصيتهم وسلامتهم الشخصية.
كيف نحمي أطفالنا على شبكة الانترنت؟
التوعية والتثقيف:
– قم بتوعية أطفالك على المخاطر المحتملة على الإنترنت واشرح لهم أنه يجب عليهم أن يكونوا حذرين ومسؤولين أثناء تصفحهم للإنترنت.
– قم بتوضيح أنه يجب عدم مشاركة معلومات شخصية مثل أسماءهم الكاملة وعناوينهم وأرقام هواتفهم مع أشخاص غير معروفين على الإنترنت.
الرقابة الوالدية:
يجب مراقبة نشاط الأطفال على الإنترنت وتحديد الوقت الذي يقضونه في استخدام الأجهزة الإلكترونية. من خلال استخدام أدوات التحكم الأبوية المتاحة في الأجهزة والتطبيقات لتحديد حدود الوقت وتصفية المحتوى الغير مناسب.
إنشاء بيئة آمنة:
قم بترتيب الأجهزة الإلكترونية في مكان مشترك في المنزل، مثل غرفة المعيشة، حيث يمكنك رؤية نشاطهم بسهولة. كما يمكنك تثبيت برامج مراقبة الوالدين والفلترة التي تساعد على منع وصول الأطفال إلى المحتوى الغير مناسب على الإنترنت.
تعليم مهارات التصفح الآمن:
علّم أطفالك على كيفية التعرف على المواقع الآمنة والموثوقة، وكيفية التحقق من صحة المعلومات المتداولة عبر الإنترنت. وشجّعهم على إبلاغك إذا كانوا يشعرون بأي تهديد أو تحرش عبر الإنترنت.
التواصل المفتوح:
حافظ على خطوط الاتصال المفتوحة مع أطفالك وكوّن لديهم الثقة في مشاركة تجاربهم وأي مشكلة قد يواجهونها على الإنترنت. من خلال ذلك تكون قد وفرت لهم مساحة آمنة للحديث عن المخاوف والتجارب السلبية التي قد يعيشونها عبر الإنترنت.
هذه الاستراتيجيات تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومسؤولة للأطفال عند استخدامهم للإنترنت. تذكر أن المراقبة والتواصل الواعي معهم هما الأساس في حمايتهم من المخاطر المحتملة.
من هنا ينبغي على الأهل والمربين أن يكونوا على دراية تامة بـ مخاطر الانترنت على الاطفال وأن يتخذوا الخطوات اللازمة لحماية أطفالهم. فهم بحاجة إلى توجيه وتثقيف الأطفال حول سلوكيات استخدام الإنترنت الآمنة والمسؤولة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام برامج تصفية المحتوى وتطبيقات التحكم الأبوي لمراقبة وحماية أنشطة الأطفال على الإنترنت.