بقلم محمد جمعة حافظ:
ماذا لو قامت الدولة باستغلال منطقة الأهرامات بشكلٍ أفضل، مثل الدول الغربية
التي تجعل المناطق الأثرية والسياحية محورًا للقوى الناعمة والضاربة في جميع
نواحي الدولة؟ وماذا لو صارت منطقة الأهرامات عنوانًا للعلم والحضارة والتطور؟
تلك التساؤلات تثير الكثير من التفكير حول كيفية تعزيز القيم الثقافية والتاريخية في مصر،
وهل يمكن أن تكون منطقة الأهرامات المحطة الرئيسية لتطور الحضارة المصرية؟
إن التركيز على تطوير واستثمار المنطقة يعتبر بمثابة استثمار في تراث البشرية،
فهي تمتلك أهراماتٍ فريدة من نوعها وتاريخًا حافلًا بالإنجازات البشرية.
يجب على الدولة التخطيط لإنشاء لجنة علمية لتطوير المنطقة،
بدلاً من هدم التراث المعماري الذي يميز هذه المنطقة العريقة.
إن السكان المحليين في نزلة السمان يتمتعون بخبرة ومهارات في خدمات السياحة،
وهم يمثلون جزءًا لا يتجزأ من تاريخ وتراث مصر. لقد ساهموا في ترويج المنتجات
المصرية الأصيلة ونشر ثقافة التاريخ المصري القديم عبر العالم، ويجب على الدولة
دعم جهودهم وحماية تراثهم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الدولة الاستفادة من تجارب العمل المهني لعائلات نزلة السمان،
التي اكتسبت خبرتها منذ القرن الماضي في خدمات السياحة، وتطوير الخدمات السياحية
والإرشادية بمنطقة الأهرامات، لتحقيق النهضة الحضارية والاقتصادية التي تسهم
في زيادة الدخل القومي وتنمية المجتمع.
من المهم عدم الاعتماد فقط على إزالة المعالم التاريخية،
بل يجب التركيز على تنمية الموروث الثقافي والتاريخي لمنطقة الأهرامات،
وحماية تراثنا الذي يمثل جزءًا هامًا من الهوية المصرية والإرث الحضاري للبشرية.