كتبت: ندى يحيى
في أحد أحياء الجيزة، يتربع منزل قذافي فراج، السفاح البشع الذي روعت جرائمه مصر.
المنزل هو قبر مظلم يعكس وحشية قاتله، ويحمل في داخله مفارقة غريبة: آية الكرسي مكتوبة على أحد جدرانه.
من الخارج، يبدو المنزل باهتًا ومتداعيًا، كأن الزمن قد توقف هنا أبوابه صدئة، كأنها تئن تحت وطأة ذكريات الرعب التي شهدتها هذه الجدران.
في القبو المظلم الذي يمثل قلب المنزل، عانى ضحايا قذافي فراج من ويلات لا توصف، الجدران القذرة مغطاة بالدماء وآثار التعذيب، الأرضية الخرسانية الباردة كانت شاهدة على صرخات اليأس والألم.
في أحد أركان مدخل المنزل ، وضع بروز من الزجاج عليه آية الكرسي على الحائط. الآية هي إحدى أطول آيات القرآن الكريم، وهي معروفة بقوتها في الحماية من الشر، المفارقة الغريبة أن قذافي فراج، الذي ارتكب فظائع لا توصف، وضع هذه السورة على جدار مسرح جرائمه.
هناك عدة تفسيرات محتملة لوجود آية الكرسي في منزل سفاح الجيزة، البعض يعتقد أنها كانت محاولة من فراج لحماية نفسه من أرواح ضحاياه، آخرون يرون أنها كانت سخرية سوداء، حيث استهزأ فراج بالدين بينما كان يرتكب جرائمه الوحشية.
وُصف منزل قذافي فراج بأنه قبر، وهو وصف دقيق للغاية، إنه مكان مظلم ومخيف، يحبس بين جدرانه ذكريات الرعب والوحشية، كما هو الحال في القبر، فإن الضوء الوحيد الذي يدخل إلى هذا المنزل يأتي من فتحة تهوية صغيرة.
اليوم، ما زال منزل قذافي فراج بمثابة تذكير مرعب بجرائم القاتل الوحشي، إنه مكان مظلم ومخيف يحمل تاريخًا من الرعب والوحشية، ورغم مرور سنوات ، فإن جدران منزله تزال شاهدة على الفظائع التي ارتكبت في هذا المكان المروع.
“سيبقى منزل قذافي فراج وآية الكرسي المكتوبة على جداره لغزًا غامضًا، وذكرى صادمة لجرائم يمكن للإنسان أن يرتكبها”.
The short URL of the present article is: https://kayan-misr.com/7pfy