كتب: محمد أبوالمجد
على هامش اجتماعها الثامن عقدت لجنة البيئة بالنقابة العامة للمهندسين برئاسة الدكتورة المهندسة منال متولى، ندوة حول تأثيرات التلوث البيئي على الصحة العامة، تحدث خلالها الدكتور أحمد الجوهري– استشاري الأمراض الباطنة، والأستاذة الدكتورة المهندسة هانم عبدالرحمن سباق – أستاذ الكيمياء بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ولاعب التنس المصري العالمي أنور الكموني.
وخلال محاضرته أكد الدكتور “الجوهري” أن التلوث البيئى هو السبب الثالث في الوفيات عالميًا بعد مرض الضغط، والتدخين، وقال: “التلوث البيئي يقتل سنويًا 6.8 مليون شخص، فيما يقتل مرض السكر 5.2 مليون شخص”.
وأضاف: مصر تحتل المرتبة التاسعة في قائمة الدول الأكثر تلوثًا في العالم، التي يأتي على قمتها بنجلادش ثم باكستان والهند، يليها طاجكستان وبوركينا فاسو والعراق ثم الإمارات”.
وأوضح “الجوهري” أن التلوث البيئي قاتل غير مرئي ، إذ يسبب قائمة طويلة من الأمراض القاتلة على رأسها أمراض القلب والرئة والجلطات والغدد والكبد، ويدمر الأوعية الدموية، كما يؤثر بشكل خطير على الجلد، وجهاز المناعة، والمخ، ويقلل معدلات الذكاء، ويسبب هشاشة العظام، وتآكل الأعصاب، والزهايمر، فضلًا عن أنه يزيد من إصابة الشباب بالجلطات، ويسبب ميلاد الأطفال مبكرًا، ويؤثر على الأجنة فتولد قصيرة، صغيرة الحجم، صغيرة قطر الرأس، مشيرًا إلى أن الإحصائيات الطبية تؤكد أن التلوث البيئى وراء 40% من أمراض القلب، و 20% من أمراض المخ ، و11% من السدة الرئوية، و6% من سرطان الرئة، ويقتل سنويًا في أوربا 790 ألف أوربي، فما بالنا بما يقتله في الدول الأكثر تلوثًا.
وأكد” الجوهري” أن الفئات الأكثر تضررًا من التلوث البيئى هم الأطفال الأقل من 5 سنوات، والأشحاص الأكبر من 65 عامًا، مشيدًا بمبادرة “ازرع شجرة” للجنة البيئة بنقابة المهندسين، مؤكدًا أن كل شجرة تحقق 30 فائدة صحية، وتقي من قائمة طويلة من الأمراض.
وفي كلمتها استعرضت الأستاذه الدكتورة المهندسة هانم عبد الرحمن سباق طرق إجراء دراسات تقييم الأثر البيئى، مشيرة إلى وجود 3 أنواع من الملوثات: خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وقالت: “لا توجد صناعة بلا مخلفات، ولكن هناك طرق عديدة يمكن من خلالها تحويل هذه المخلفات إلى قيمة مضافة تدخل في صناعات أخرى وتحققق عائدًا اقتصاديًا كبيرًا”، مشددة على أهمية المشاركة المجتمعية في جميع دراسات الأثر البيئى، مع ضرورة الالتزام بالمصارحة التامة والشفافية المطلقة في كل ما يتعلق بدراسات تقييم الاثر البيئي.
وفي كلمته استعرض لاعب التنس المصري العالمي أحمد الكموني رحلة التحدي الذي خاضها بعدما أصيب بفشل في النخاع الشوكي وهو مرض أخطر من السرطان، ونسبة الوفاة فيه عالية جدًا، ولا سبيل للعلاج سوى بزرع نخاع من متبرع، فضلًا عن أن نسبة نجاحها ضئيلة للغاية، وقال: “خضت مرحلة العلاج على مدى 7 سنوات، تعرضت فيها لما يشبه الأهوال وحدثت لي مضاعافات عديدة كانت منها “غرغينا” في أصابع يدي.
وأكد لي الطبيب المعالج أنه لابد من بتر بعض أصابع اليد ولكنني رفضت تمامًا لأملي في العودة للعب التنس مرة أخرى حتى لو كلفني الأمر حياتي، وقلت في نفسي مفيش مستحيل وتمسكت بالأمل والتجأت إلى الله تعالى بقلب سليم، كنت دائمًا أقول لنفسي: لماذا لا أكون أنا اللاعب الوحيد الذي عاد للعب مرة أخرى بعد التعافي من هذا المرض الخطير، والحمد لله تم شفائي، وعدت للتدريب مرة أخرى في عام 2014، وفي عام 2015 سافرت إلى أسبانيا للعب في بطولات محلية، وفي عام 2019 عدت إلى التصنيف الدولى مرة أخرى مثلما كنت قبل الإصابة التي أكد لي الكثيرون أنها ستكون نهاية حياتي، ولكنى بالاستعانة بالله ظللت متمسكًا بأمل كان الكثيرون يرونه مستحيلًا وكنت أراه ممكنًا، حتى تحقق”.
ثم استعرض المهندس محمد فتحي – مقرر لجنة البيئة، نتائج زيارات اللجنة للشركة المصرية للتكرير بمسطرد، مشيدًا بالتزام الشركة بالاشتراطات البيئية، مؤكدًا على ضرورة أن تحذوا باقي الشركات حذوها، مشددًا على ضرورة أن تخضع جميع عوادم الشركات لقياسات دقيقة مع ربطها بوزارة البيئة لمتابعتها أولًا بأول.
فيما أوضح الخبير الزراعي أحمد صادق أن هناك أشجارًا عالية الامتصاص لثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأوكسجين، وعلى رأسها أشجار “الزنزلخت”، داعيًا إلى ضرورة التوسع في زراعاتها لتقليل التلوث الهوائي في مصر.
ومن جانبه أبدى المستشار وجدى سيفين- رئيس مجلس أمناء مؤسسة كوادر للتدريب والتنمية البشرية، ترحيبه بالتعاون مع لجنة البيئة بنقابة المهندسين في جميع مبادراتها وفعالياتها، مؤكدًا اعتزازه الكبير بمهندسي مصر وبنقابة المهندسين، مشيرًا إلى استعداده لتنظيم دورات مجانية للمهندسين حول دراسات تقييم الأثر البيئئ.
وفي كلمتها حذرت الدكتورة المهندسة منال متولي من خطورة تأثير التلوث البيئي والتغير المناخي على جميع مناحي الحياة في مصر، مشيرة إلى أن متوسط درجات الحرارة في مصر كان يتراوح بين 15 و35 درجة مئوئية، ولهذا كنا نقول أن مناخ مصر حار جاف صيفًا ومعتدل شتاء، ولكن الآن تغيرت درجات الحرارة في مصر فأصبحت ما بين 5 و45، وصاحب هذا التغير تغيرات في الفيروسات والفطريات والبكتريا في الأراضي المصرية، وظهرت أوبئة جديدة، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة إنشاء مركز للأبحاث لرصد هذه التغيرات في الهواء والتربة المصرية، وتحديد أنسب السبل للتعامل معها.
وأكدت “متولى” أن موجات التليفون المحمول 5G، تساعد في نقل الفيروسات لمسافات بعيدة في دقائق قليلة، مشيرة إلى أن موت الكثيرين في أوربا بفيروس كورونا كان بسبب الانتشار الكبير للفيروس لاستخدامهم التلفون المحمول 5G.
وكانت لجنة البيئة قد عقدت اجتماعها الثامن قبل بدء الندوة، وقررت السفر إلى أسوان حلال الأيام القادمة للقاء لجنة البيئة بنقابة أسوان من أجل دراسة وتقييم الأثر البيئي لمصنع كيما، على أن يتم تقديم تقريرعلمي وافي بهذا الشأن لوزراء البيئة والري والصحة والتنمية المحلية.
كما قررت اللجنة الإعداد لإقامة منتدى لعرض أنشطة اللجنة بالصوت والصورة خلال عام 2024، وخطة عملها خلال 2025.
The short URL of the present article is: https://kayan-misr.com/8coo