كتبت: منة الخولي
نعرف جميعاً أن القرآن الكريم ملئ بالقصص والعبر لكي نتعظ بها والكثير منها يخفي علينا معرفتها فيجب علينا أن نفتش على المجهول بالنسبة إلينا فكل آية في القرآن لها معنى وسبب لنزولها؛ وسنستعرض في السطور القادمة معنى الممتحنة وسبب نزولها.
فهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية العاشرة فيها، وتتحدث عن موضوع الحب في الله والبغض في الله، كما تنهى عن الولاء والودّ مع المشركين، وتتحدث أيضاً عن مسألة المرأة المهاجرة وضرورة امتحانها.
وقال ابن كثير سبب نزول صدر هذه السورة الكريمة قصة حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن حاطبًا هذا كان رجلاً من المهاجرين. وكان من أهل بدر أيضًا وكان له بمكة أولاد ومال ولم يكن من قريش أنفسهم بل كان حليفًا لعثمان فلما عزم رسول اللَّه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – على فتح مكة لما نقض أهلها العهد فأمر النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – المسلمين بالتجهيز لغزوهم وقال: (اللهم عمِّ عليهم خبرنا)أي أخفي عليهم أمرنا)؛ فكتب حاطبا هذا كتابًا(رسالة) وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة يعلمهم بما عزم عليه رسول اللَّه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – من غزوهم ليتخذ بذلك عندهم يداً فأطلع اللَّه على ذلك رسول اللَّه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – استجابة لدعائه فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام في أثر المرأة فأخذا الكتاب منها، فأتوا به إلى الرسول فسأله صلى الله عليه وسلم عن سبب فعلته فقال حاطب أما والله ما بدلت ديني ولكني لي اهل ومال في مكة؛ فقال عمر بن الخطاب للنبي دعني أضرب عنقه؛ فقال له النبي وما يدريك ياعمر ، لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم” فأنزل الله تعالى في حاطب صدر هذه السورة.