كتبت: منه الخولي
يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزواره كتاب “جوانب الإنصاف والإصلاح للمرأة في القرآن الكريم”، بقلم الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عبد الغني العواري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن عميد كلية أصول الدين بالقاهرة سابقًا، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يكشف عن نظرة عادلة وحكم مستقيم يدفع الشبة الباطلة والأقاويل الزائفة، والاتهامات الجائرة التي توجه للإسلام في قضية المرأة وما يتعلق بها، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
يؤكد المؤلف أن الشريعة الإسلامية قد عُنيت عناية فائقة واهتمت اهتمامًا كبيرًا بشتى شئون المرأة، من حفظ كرامتها، ورعاية حقوقها، وتكريمها، واحترام إنسانيتها، فهي شريكة الرجل في الحقوق، والواجبات، وبتعبير رسول الإسلام سيدنا محمد ﷺ: “النِّسَاء شَقَائِقُ الرِّجَالِ”، لافتًا أنك إذا رمت دليلًا على ذلك، فتأمل القرآن الكريم حق التأمل، وابحث في صحيح النسبة لسيدنا رسول الله ﷺ، فإنك ستقف مشدوها، ذاهلًا أمام الأدلة الساطعة والبراهين الناصعة، والحجج النيرة التي أتت لتنصف المرأة من تعسف مقيت، وظلم جائر ارتكبه أهلها ضدها.
ويلفت المؤلف أن شريعتنا الإسلامية قد كرمت المرأة أيما تكريم، وراعت شؤونها أيما رعاية، ولكننا ما نلبث بين الحين والآخر نسمع أصواتًا وأبواقًا تتهم الإسلام بظلم للمرأة و بخسه حقوقها، ومن ثَمَّ جاءت فكرة هذا البحث لإبراز جوانب تكريم الإسلام للمرأة بإنصافها وإصلاح أوضاعها، واعتبارها جوهرة ثمينة، ولؤلؤة مكنونة في شريعته الغراء؛ لئلا يظن ظان أن ما تعانيه المرأة الشرقية من تهميش أو إهمال أحيانًا هو بسبب تعاليم الإسلام، لأن هذا زعم باطل، بل إن المعاناة التي تعانيها المرأة إنما لحقتها بسبب المخالفة الصريحة لتعاليم الإسلام الخاصة بالمرأة، وإيثار التقاليد العتيقة والأعراف البالية التي لا تمت للإسلام بأدنى صلة.
ويوصي المؤلف، في كتابه، بالعمل على إبراز منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في العناية بالمرأة، وحفظ مكانتها، ورعاية شئونها، والرد على جميع المغالطات والشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام حول مكانة المرأة وموقف الإسلام منها، وذلك عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة حتى تعلم بنات حواء، ويعرف العالم أجمع أنه لا توجد شريعة عُنيت بالمرأة حق العناية إلا شريعة الإسلام.
ويشتمل الكتاب على مطلبين؛ المطلب الأول: جوانب الإنصاف للمرأة في القرآن الكريم، ويتضمن ٧ جوانب: احترام إنسانيتها، منحها حق التعلم، منحها حق العمل الملائم لطبيعتها، منحها حق المساواة بينها وبين الرجل في جميع الحقوق المدنية، منحها حقًّا معلومًا في الميراث بعد أن كانت محجوبة، حرمة نكاحها كرها ومنع عضلها، حرمة أخذ شيء من مالها إلا بطيب نفس منها، شبهة حول إنصاف المرأة وردها. ويأتي المطلب الثاني تحت عنوان: “جوانب الإصلاح للمرأة في القرآن الكريم”، ويتضمن ٧ جوانب: تحميل الرجل أعباء المعيشة كافة، تكليف الرجل بالقوامة على الأسرة، مراعاة طبيعة المرأة في الإشهاد، بيان الوسائل الناجعة في علاج نشوز المرأة، علاج نشوز الرجل، القضاء على الشقاق بين الزوجين ببعث الحكمين، رعاية المرأة لشئون الأولاد.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.