كتبت رنا الخياط
تنبع مشكلة الأخطار التي تشكلها مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال من ضعف المعايير والقوانين المتعلقة باستخدام الأجهزة التكنولوجية مثل الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، وكذلك استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل هذه القضية أحد التحديات المركزية الجديدة في التعليم.
وعلى الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي لها جوانب إيجابية، فهي تقرب الناس من بعضهم البعض وتساعد على تبادل الأفكار والآراء والتواصل مع العالم الخارجي والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، إلا أنها تشكل خطرًا كبيرًا على البيئة التعليمية في المجتمعات الإسلامية.
وقد أظهر عدد من الدراسات أن استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يعزلهم عن المجتمع لأنهم يتفاعلون مع أشخاص افتراضيين مختلفين عن الواقع، أشخاص قد تكون خصائصهم وصفاتهم وهمية.
وهذا يدعم النتائج التي توصل إليها الباحثون بأن الإقلاع عن التدخين أسهل بكثير من الإقلاع عن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت. ومع ذلك، وجدت دراسة حديثة في المملكة المتحدة أجرتها الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي تعرضوا للتنمر أو تعرضوا لصور غير مرغوب فيها، مما قد يسبب مشاكل نفسية خطيرة وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار.
وبالإضافة إلى العواقب الصحية لتعرض الأطفال للإشعاعات الصادرة عن الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، وضعف البصر، وآلام الرأس والرقبة والظهر والمفاصل، وضعف التركيز وغيرها من الآثار، هناك خطر من أن يؤثر انشغال الأطفال بوسائل التواصل الاجتماعي على تركيزهم في الصفوف الدراسية ويقلل من أدائهم الأكاديمي.
ونظراً للعواقب المذكورة أعلاه، تقع على عاتق الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في حماية أطفالهم من مخاطر غير متوقعة وخطيرة على شخصيتهم في المستقبل من خلال تقديم الإرشادات والتعليمات حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن، وبمساعدة البرامج التكنولوجية الحديثة التي تتيح لهم استخدام الإنترنت بشكل مناسب.
وفي الختام، يجب أن نكون يقظين حتى لا يقع أبناؤنا ضحايا لجماعات وتنظيمات هدفها الإيقاع بالناس وجمع المؤيدين لتنفيذ أفكار مرضية وأنشطة مشبوهة وأعمال تجسسية وإرهابية. أيها الإخوة والأخوات، يجب علينا حماية أطفالنا ومنعهم من الوقوع في مثل هذه الفخاخ. وذلك لأن الأطفال لا يستطيعون فهم جميع القضايا بشكل كامل، ومهما بلغوا من ذكاء وتعليم، فهم لا يملكون الخبرة الكافية في كيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والتعامل معها.
The short URL of the present article is: https://kayan-misr.com/yxyt