بـقـلـم – أحـمـد إمـام
نتحدث جميعًا طوال الوقت حول العديد والعديد من المشكلات المجتمعية المختلفة التي تحيط بنا من كل جانب، سواء في الشارع أو في بيئة العمل المحيطة بنا، بل وطالت الأندية الرياضية نفسها والتي من المفترض أن تكون بيئة رياضية سوية وبناءة للمجتمع بأكمله، ولكن للأسف الشديد معظمنا لا ينظر إلا للحلول الوقتية فقط ولا نتطلع لحل جذري ينهي على الأقل معظم مشكلاتنا المتراكمة !
وسوف يسألني أحدهم كيف نفعل ذلك في ظل الأجواء التي تحيط بنا سواء على المستوى الفني “الهابط” الذي يزرع قيم وأخلاقيات فاسدة في شخصيات أولادنا وبناتنا، أو على المستوى الرياضي وما نراه ونسمعه من تراشق بالتصريحات الغير مسئوولة التي تصدر عن الوسط الرياضي هنا وهناك والتي تصل في بعض الأحيان لـساحات القضاء ؟!
والإجابة ببساطة شديدة تتلخص في توفير البديل لكل الامور السيئة التي لا يقبل معظمنا بها وينفر منها ومن أثارها السلبية علينا جميعًا، وتوفير البديل هنا لإستحالة منع السلبيات من حولنا مع التكنولوجيا التي تتطور يومًا بعد يوم بسرعة الضوء، وبذلك يتحتم علينا مساعدة أنفسنا ومجتمعنا بتوفير الحلول البديلة، والتي تتلخص في نشر ثقافة مختلفة من خلال تربيتنا للأجيال القادمة ليتعلموا منذ الصغر ثقافة تقبل الآخر في شتى النواحي الحياتية، وتوجيههم نحو قدوة حسنة لتكون منهج لهم في مواجهة “شاكوش وبيكا وصاصا” ومن على شاكلتهم !
*الدور الحكومي*
وبالتأكيد لا غنى عن الدور الحكومي في نشر الوعي الكافي لاستقرار المجتمع، ولن يتم ذلك سوى بتعاون كل من وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والبحث العلمي والصحة والتضامن الاجتماعي والثقافة، من خلال بروتوكول تعاون يهدف لرعاية التلاميذ في مدارسنا والتي يجب أن يعود دورها الثقافي مجددًا من خلال الإهتمام فقط بحصة “الألعاب” والتي يتم من خلالها فرز المواهب الرياضية في مختلف اللعبات الجماعية والفردية وتوجيهها على الطريق الصحيح للإحتراف، كما يجب الإهتمام بالتغذية السليمة لهم لبناء أجسامهم بشكل يناسب لعبتهم، أيضًا يجب توجيه العقول المميزة علميًا لطريقهم نحو الإبتكار، ولن ننسى بالتأكيد الدور الحكومي في دعم المواهب المختلفة اجتماعيًا في حال عدم قدرتهم ماديًا على مواصلة المشوار.
ويتبقى فقط تنظيم الندوات التثقيفية سواء في المدارس أو الأندية عن طريق أعلام ورموز تستطيع جذب هؤلاء الشباب وإقناعهم بالأفكار المعتدلة، لغلق الأبواب أمام كل من يسعى لاستغلال طاقاتهم بشكل يضر بالسِلم المجتمعي، وبالطبع نعتمد في ذلك على الاتحاد المصري للثقافة الرياضية برئاسة الزميل أشرف محمود في تنفيذ مهام الاتحاد بالشكل الأمثل تجاه شبابنا.
أعتقد أن مع وضع خطة حكومية ومجتمعية منظمة تستهدف هذا الأمر فـسنحد كثيرًا من إنجراف الشباب وراء التقليعات الغربية “الشاذة” والدخيلة على مجتماعتنا العربية، ومردود ذلك سيعود على كل فئات المجتمع مع الوقت بشكل تدريجي، وذلك حتى لا نجد أنفسنا أمام طاقات مهدرة أو غير منضبطة أخلاقيًا تحيط بنا من كل جانب، وتؤثر فينا جميعًا بشكل سلبي حتى يفسد المجتمع بأكمله !
ahmedemam002@gmail.com