كتبت: منة الخولي
تراث مصر الحي، أحدث مؤلفات عالم الآثار بجامعة واشنطن، دكتور فكري حسن، والذي يشارك من خلاله في فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والصادر حديثا عن دار الثقافة الجديدة للنشر.
أطروحة لمجال جديد في دراسات التراث
في كتابه تراث مصر الحي.. رؤية مغايرة، يطرح مؤلفه دكتور فكري حسن أطروحة لمجال جديد في دراسات التراث تجمع بين أطياف التراث العديدة، وتمثيلاتها في الآداب والفنون من خلال أعمال المبدعين الذين يتم من خلالهم تشكيل الوعي بالتراث كمكون حي من حياة المصريين المحدثين، وذلك في سياق مجتمعي يحرر التراث من التوجيهات الماضوية ليكون سبيلا للابتكار والإبداع والتجديد في صورة معاصرة تمهد للتحولات الثقافية الضرورية لحيوية المجتمع واستمرار تدفقه بأقدام راسخة في التراث الثقافي للأمة.
كما يتم التأكيد عبر كتاب تراث مصر الحي، علي التلاحم بين المثقفين والأهالي كمنهج لمواكبة تقديم وتفسير معاني التراث بصورة تساهم في تشكيل مستقبل أفضل وابتكار وسائل فعالة لتحليل وعرض والاستفادة المعنوية والاقتصادية من عناصر التراث.
إطلالة علي منتج دكتور فكري حسن
وفكري حسن، مؤلف كتاب تراث مصر الحي، أستاذ جامعي وأكاديمي قام بتدريس علم الآثار بجامعة واشنطن ستيت بالولايات المتحدة الأمريكية، وشغل كرسي سبر فلندرز بيتري للآثار بجامعة يونيفيرستي كوليج بلندن.
أسس برنامج إدارة التواث الحضاري بالجامعة الفرنسية بمصر بالإشتراك مع جامعة باريس 1 السوريون. ومن صميم اهتماماته استجلاء كيف يشكل الماضي نظرتنا إلي العالم متنقلا من البحث عن أصول الحضارة المصرية إلي الكشف عن السياق المجتمعي التاريخي لخصائص المصريين في كتابه “المصريون” والصادر عن دار الثقافة الجديدة أيضا العام الماضي 2023، ويقدم من خلال كتابه تراث مصر الحي، كيف يتشكل الوعي بالتراث عند المصريين من خلال أعمال الفنانين والأدباء باعتبار التراث رصيدا متجدد يرتبط بالعصر ومتغيراته.
وترتكز أطروحة كتاب تراث مصر الحي، على أهمية الربط بين التراث الشعبي وتمثيلاته في الأدب والفن والسينما من خلال أعمال المبدعين الذين يتم من خلالهم نقل التراث الثقافي وتجديده وغربلته وإعادة صياغته في صورة معاصرة.
وقد تبلورت معالم هذا العمل من خلال مشروع ميداني بعنوان “تراث مصر الحي – المشاركة المجتمعية في استعادة الماضي”، وكان هدفه تفعيل دور التراث الحضاري في التنمية المجتمعية والاقتصادية وإعلاء دور مشاركة الأهالي في فاعليات الأنشطة المتعلقة بالتراث لضمان استفادتهم الفعلية معنويا وماديا من الآثار والتراث المجتمعي، مما يساهم في الحفاظ على المخزون الثقافي والعناية بالآثار وتعظيم دور التراث في التنشئة المجتمعية.