كتبت: منه الخولي
انطلاقًا من رسالة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة؛ نظمت جامعة الازهر واللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) ندوةً بعنوان: «مبادئ القانون الدولي الإنساني والقواسم المشتركة مع مبادئ الشريعة الإسلامية» في كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
تضمنت الندوة محاضرات ومناقشات حول حماية المدنيين والمعاملة الإنسانية للأسرى في أثناء النزاعات المسلحة من منظوري: القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية؛ بهدف تعزيز قبول القانون الدولي الإنساني عالميًّا وإلقاء الضوء على القيم الإنسانيَّة والأحكام الراسخة في الفقه الإسلامي التي تنص على حق الحماية.
وقال الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، في أثناء مراسم افتتاح الندوة: إن تعاليم الشريعة الإسلامية تتوافق بشكل وثيق مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني التي تهدف إلى تقليل الضرر في أثناء النزاعات المسلحة وتقديم المساعدة للمحتاجين، مدللًا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «لا تقتلوا شيخًا ولا امرأة ولا طفلًا».
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر أن القانون الدولي الإنساني دعا إلى احترام كرامة الإنسان، وعدم الاعتداء على المدنيين غير المحاربين مع تقديم الاحتياجات الأساسية لهم من طعام وشراب ودواء وغير ذلك مما يلزم.
من جانبه أكد السيد ألفونسو فردو بيريز، رئيس بعثة اللجنة الدولية بالقاهرة، الطبيعة العالمية لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وسلط الضوء على الحاجة إلى جعل قوانين الحرب أولوية؛ فالقانون الدولي الإنساني هو التعبير الرسمي عن القيم الإنسانية الراسخة والمشتركة عالميًّا، واحترامها مهم جدًّا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف: «نحن نعلم حقيقة أنه عندما يتم احترام قواعد الحرب، فإن الضرر الذي يلحق بالمدنيين ينخفض بشكلٍ كبيرٍ، ونعتقد أن تطبيق هذه القواعد بإخلاص يمكن أن يعزز مبادرات السلام بطرق مهمة».
حضر الندوة 85 طالبًا و40 أستاذًا من كلية الشريعة والقانون من عدة محافظات من أنحاء مصر، وشكلت الندوة فرصة للخبراء من اللجنة الدولية والأزهر وطلاب جامعة الأزهر لتبادل المعارف عن القواسم المشتركة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني، اللذين يتفقان على ضرورة الحفاظ على الكرامة الإنسانية في النزاعات المسلحة.
وتأتي هذه الندوة في إطار التعاون المستمر بين بعثة اللجنة الدولية في القاهرة ومؤسسة الأزهر، وهي أيضًا جزء من الحوار الأوسع نطاقًا الذي تحرص اللجنة الدولية على الحفاظ عليه مع المفكرين والأكاديميين الإسلاميين حول العالم من أجل التأكيد على المبادئ والقيم المشتركة التي تنطبق على البشرية جمعاء.
وفي ختام الندوة تم توجيه الشكر إلى كلية الشريعة والقانون بالقاهرة برئاسة الدكتور عطا السنباطي، عميد الكلية؛ لاستضافته للندوة، التي تم تنظيمها بحضور الدكتور أبو بكر يحيى، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور ذكري عبد الرازق، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد السنتريسي، رئيس قسم القانون العام رئيس المكتب الفني لرئيس الجامعة، والأستاذة نسمة نوار، رئيسة قسم الإعلام باللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة.