كتبت: رنا الخياط
لا أحد يفكر في المفهوم الأعمق للسعادة في طفولته. فهي بالنسبة لهم تأتي بشكل طبيعي. ولكن عندما يكبرون ويكتشفون الحياة، تصبح السعادة فجأة أكثر تعقيدًا وتحتل مساحة أكبر في حياتهم. يصبح الكثير من الناس مستغرقين في بحثهم لدرجة أنهم ينسون حقيقة أنهم على قيد الحياة.
إذا كنت من أحد هؤلاء الذين نسوا أنك على قيد الحياة، اقرأ هذا المقال. لقد جمعنا لك سبع طرق بسيطة لتبقى سعيداً، حتى عندما تحاول الحياة أن تعيقك.
١- حبك الأول
يجب أن تكون أنت!
إن فهم أنفسنا ومعرفتها من أصعب الأمور في هذا العالم. فنحن لم نولد ومعنا دليل إرشادي عن كيفية التعامل مع أنفسنا وكيف نكون سعداء.
لهذا السبب يبحث الكثير من الناس عن السعادة في الأماكن الخاطئة. يركضون إلى الخارج بحثًا عن السعادة، متناسين أن السعادة تنبع من الداخل.
من منا لا يجد السعادة في صحبة الآخرين ولا يشعر بالوحدة والحزن في غيابهم؟ بل قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالضياع.
إذا لم تستطع أن تستمتع بصحبة نفسك، فلا يمكنك أن تقول إنك تستمتع حقًا بصحبة الآخرين. ابدأ بإعطاء نفسك ما تريده بشدة من الآخرين. إذا كنت تريد الحب، فابدأ بحب نفسك وتقبل نفسك كما أنت.
تذكّر دائمًا أن السعادة تأتي من العطاء، وإذا كان عليك أن تعطي، فابدأ بالعطاء لنفسك. ففي النهاية، القلب المليء بالرضا والسعادة هو وحده القادر على العطاء.
٢- تعرّف على نفسك
خذ بعض الوقت للتواصل مع نفسك وفهم ما تريده بالضبط. في اللحظة التي تدرك فيها أنه يمكنك العيش دون الحاجة إلى إثبات نفسك للآخرين، ستكون سعيدًا. كلما فهمت نفسك أكثر، كلما قلّت احتمالية تعرضك للأذى من قبل الآخرين.
امنح كل الأفكار التي تأتي وتذهب في رأسك فرصة وركز على الأفكار المنطقية والواقعية.
دوّنها بانتظام في مفكرة واقرأها في بعض الأحيان قبل النوم.
٣- تقبّل أحزانك وتعامل معها بشكل صحيح
تقبل احزانك:
الحزن لا ينفصل عن الحياة. إن محاولة التخلص منه تمامًا كمحاولة التنفس دون زفير. فكلما حاولت مقاومته، كلما ازدادت حدته.
المهرب الوحيد من الحزن هو بتقبّله واحتضانه… إنّنا نعيش في عالم مليء بالعواطف ولا مفرّ من التعرّض للمواقف السيئة المُحزنة.
في كلّ مرّة تواجه موقفًا عصيبًا يُحزنك، توقف قليلاً وفكّر في مشاعرك، ثمّ تقبّلها كما هي، وعبر عن حزنك بالطريقة التي تناسبك، حوّل حزنك إلى قوّة دافعة للأمام.
يمكنك أن تبكي أو تغضب، لكن تستطيع أيضًا أن تعبّر عن حزنك بالعزف أو الرسم أو الكتابة أو الغناء أو غيرها…حوّل حزنك إلى طاقة، إلى شيء جميل يراه الآخرون. فمن قلب الألم ينبُع الإبداع!
وفي كلّ مرّة تخفق فيها، اسعَ للتفكير في حلول وسبل لإصلاح ما أفسدته بدلاً من التركيز على النتيجة التي حصلت عليه وندب حظّك الذي أوصلك إلى هذه المرحلة.
٣- تذكر: الحياة مليئة بالخيارات
حينما تقسو عليك الحياة، وتوجّه إليك ضرباتها المؤلمة، تذكّر دومًا أنّ أمامك خيارين: إمّا أن تستلم أو أن تتحلّى بالشجاعة وتقف من جديد.
ومهما بدا لك من أنّه لا حلّ أمامك، فالحقيقة أنّك دومًا تملك الخيار. لذا احرص على اتخاذ القرارات السليمة واختيار السبيل الذي يقرّبك من أهدافك.
ركّز دومًا على التحسين والتطوّر والتعلّم. عندما تفشل أو تتعرّض لموقف مؤلم، إختر أن تتعلّم منه حكمة تفيدك بدلاً من أن تختار قرار الاستسلام والعيش فاشلاً بقيّة حياتك.
اجعل خيارك الدائم أن تحسّن من نفسك قدر الإمكان، فهذا الاختيار سيوصلك إلى مراتب عُليا في الحياة حتماً.ت
خلص من المشاعر السلبية
كن إيجابيًا.
يدرك الأشخاص السعداء أن المشاعر السلبية تعيقهم وتعيق نموهم وتطورهم. يجب أن يكون التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية من أهم أولوياتك كل يوم.
ألقِ نظرة فاحصة على محيطك والأشخاص المحيطين بك، وإذا رأيت أي شيء يجعلك تشعر بالاكتئاب أو المشاعر السلبية، فلا تتردد في إبعاد هذا الشخص من حياتك.
لا تتنازل أبدًا عندما يتعلق الأمر بالأفكار السلبية. هل سمعت بالمثل القائل: “الحياة عبارة عن 10% مما يحدث معنا و 90% من سلوكنا تجاهه” – تشارلز آر سويندول”؟
٦- الاستقلالية، كن مكتفياً بذاتك
عندما يُسألون كيف يودون أن يعاملهم الآخرون، فمن غير المرجح أن يقول أحد أنه يود أن يعامل معاملة سيئة!
ومع ذلك، هناك عبارات مثل: ”عامل الآخرين كما تحب أن يعاملك الآخرون“ و ”عامل الآخرين كما يحبون أن يعاملوا“ …… قد تكون هذه العبارات بلا معنى. فهي تركز على الآخرين.
إنها تُشركك أنت ومشاعرك في سلوك الآخرين وتشغلك بأنشطة والتزامات تجاه العالم الخارجي لا تعود عليك بأي فائدة. السعادة الحقيقية ستملأ حياتك عندما تركز على نفسك وتقضي وقتًا في تحسين نفسك.
ركز فقط على نفسك وفهم نفسك وتحسينها وتطويرها.
٧- استمع إلى صوتك الداخلي
لا يمكن لآراء الآخرين (سواء كنت تتفق أو تختلف معهم) أن تؤثر عليك إلا إذا سمحت لهم بذلك. لذا حاول إزالة أي أصوات خارجية تعيق سعادتك. خذ بعض وقت الفراغ واستمع إلى صوتك الداخلي العميق.
خذ وقتاً لمواجهة نفسك وأفكارك، وتأمل جمال الطبيعة والحياة من حولك. ستدرك ما هي السعادة الحقيقية وستعود إلى حياتك الطبيعية بمشاعر إيجابية لمواجهة أي موقف أو عقبة.
و أخيرًا، أود أن أؤكد مرة أخرى أن الحياة مليئة بالمشقة والحزن، وبدونهما لا يمكننا أن نتعلم وننمو. ما لم نختبر الحزن، لا يمكننا أن نفهم قيمة السعادة. ومع ذلك، من المهم دائمًا أن ندرّب أنفسنا على التأقلم بحكمة حتى لا تمر علينا الأوقات الصعبة سريعًا فتكسرنا أو تجعلنا نستسلم.
شاركنا أفكارك حول أفضل الطرق للبقاء سعيداً وإيجابياً خلال الأوقات الصعبة.