كتبت رنا الخياط
مدينة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ستجد قصراً فسيحاً كان تابعاً، في يوم من الأيام، لوزير الدولة لشؤون المجلس الأعلى عام 1973، الشيخ عبدالعزيز بن حميد القاسمي، بحسب ما ذكره مالك القصر الحالي.. ولكن، ما لا تعرفه أنه حُكم على هذا القصر أن يظل مهجوراً لـ30 عاماً.
وبعد الانتهاء من عملية البناء، التي بدأت في عام 1985 حتى عام 1991، بدأت تظهر أساطير الجن حول القصر القاسمي، كونه ظل مهجوراً حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى احتوائه على العديد من التماثيل واللوحات الفنية.
.
عندما تدخل منطقة الظيت في إمارة رأس الخيمة المعروفة بهدوئها، سيأسرك مشهد لقصر كبير على هضبة عالية. هذا القصر المعروف بقصر القاسمي، بُني في عام ١٩٨٥ واستغرق بناؤه أكثر من ١٠ أعوام. وهو مكون من 4 طوابق ويحتوي على 35 غرفة تعلوه قبة زجاجية على شكل هرم، ويقال أنه مليء بالتماثيل واللوحات الفنية والجداريات التي تم إحضارها من بلدان مختلفة. قد تبدو حالة القصر جيدة من بعيد، ولكنه بحسب الروايات الشعبية المتداولة مَسكون.
وبسبب دخول الزوار إلى القصر سابقاً، بطريقة غير رسمية، كان يتسبب بعضهم في كسر المقتنيات أو الرسم على الجدران باللون الأحمر. الأمر الذي جعل غالبية الأشخاص مقتنعاً بفكرة أن مرتكب هذه الأعمال هو الجن وحده.
ولم يرد الشرهان أن تظل هذه السمعة مرافقة للقصر القاسمي مدى الحياة، دون أن يرى الزوار ما يُوجد داخل هذه التحفة الفنية. وبدوره، يسعى الشرهان اليوم إلى تطوير القصر بأساليب وطرق مختلفة
يشاع بأن المالك السابق للقصر الشيخ عبدالعزيز بن حميد القاسمي، هجر القصر من هول ما رآه من أذية مخلوقات العالم السفلي، ويقال أن سكان القصر كانوا يسمعون أصوات غريبة وصرخات وأن أي شخص يمر من القصر يمكنه أن يرى ظلال أطفال ينظرون إليه عبر النوافذ. سواء كانت القصص صحيحة أم لا، ولكن من الواضح أن سكان القصر لم يستطيعوا العيش فيه لسبب ما، وبالنهاية تُرك القصر فارغاً من ساكنيه لأكثر من ثلاثة عقود.
هناك عدد من القصص التي يتداولها أهل رأس الخيمة حول سبب اختيار الجن لهذا القصر بالذات -عدى أن لهم ذوق جيد كما يبدو. يقول البعض بأن الأمر مرتبط بقطع شجرة مُعمرة زرعت منذ قديم الأزل وتم بناء القصر فوقها، وأن هذه الشجرة كانت منزلاً لمخلوقات العالم السفلي، الذين اعتبروا أن الأنس قد تعدوا عليهم وقرروا الاستيطان في القصر. هناك روايات أخرى تربط الجن بوجود تماثيل وبعض الجداريات المعلقة في داخل القصر التي يعتقد أنها “جالبة للجن.”
في 2019، قرر المالك الجديد للقصر رجل الأعمال الإماراتي طارق الشرهان تحدي كل هذه الأقاويل وترميم القصر وفتح أبوابه للسياح والزوار لإشباع فضول كل من يرغب كشف أسرار القصر الذي يلفه الغموض منذ سنين. الشرهان الذي عاش طفولته بالقرب من القصر، يقول في مقابلة أن الشائعات حول كون القصر مسكون بالجن بدأت حتى قبل اكتمال البناء. وأضاف: “الجميع يدعي أن هذا القصر مسكون بالأشباح. ولكني اعتقدت أنه يمكنني تغيير قصة القصر لشيء أفضل،شيء ثقافي، شيء للسياح.”