كتبت: منه الخولي
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه:” أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبِيِّ ﷺ: أَوْصِني، قَالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لا تَغْضَبْ”. رواه البخاري.
وعن أبي الدرداء «أن رجلاً جاء إلى رسول الله، فقال له: دلني على عمل يدخلني الجنة، قال رسول الله: «لا تغضب ولك الجنة».
الشرح الإجمالي للأحاديث:
فهذه الأحاديث تحثّ على الحلم والأناة، والرفق وعدم العجلة، وعدم الغلظة وعدم الشدة، فالمؤمن مطلوبٌ منه الإحسان والرفق في كل شيءٍ، وعدم الغضب، إلا عند انتهاك محارم الله عزَّ وجل، ولكن المؤمن يُعوّد نفسَه الرفق والحلم، والأناة والصبر في كل شيءٍ؛ تأسِّيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام، كما يقول ﷺ: إنَّ الله يُحبّ الرفقَ في الأمر كله كما تقدم، فالمؤمن مأمورٌ بالرِّفق في كل شيءٍ.
طلب أحد الصحابة -رضوان الله عليهم- من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمره بشيء ينفعه في الدنيا والآخرة، فأمره ألا يغضب، وفي وصيته “لا تغضب” دفع لأكثر شرور الإنسان.
وقال رجلٌ: يا رسول الله، أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب؛ لأنَّ الغضب يُسبب شرًّا، ويُسبب خطرًا عظيمًا.
من فوائد الأحاديث:
-حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على ماينفع، لقوله: “أَوصِنِيْ”.
-معالجة كل ذي مرض بما يناسب مرضه، إن صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خص هذا الرجل بهذه الوصية؛ لأنه كان غضوباً.
-التحذير من الغضب فإنه جماع الشر، والتحرز منه جماع الخير.
-الأمر بالأخلاق التي إذا تخلق بها المرء وصارت له عادة دفعت عنه الغضب عند حصول أسبابه، كالكرم والسخاء، والحلم والحياء، وغير ذلك.
-من محاسن الدين الإسلامي أنه ينهى عن مساوئ الأخلاق.
-جواز طلب الوصية من العالم.
جواز الاستزادة من الوصية.
-فيه شاهد لقاعدة سد الذرائع.
-فيه شاهد لما خُص به النبي من جوامع الكلم.
-النهي عن الشيء نهي عن أسبابه، وأمر بما يعين على تركه.