كتبت: منه الخولي
يوجد في حياة الإنسان العديد من الشخصيّات التي قد يُفرض عليه التعامل معها، مثل من يغلب على شخصيته الصفات غير الحميدة كالتكبّر، أو الأنانيّة، أو السلبيّة، أو لمجرّد كونه شخص محبِط سيؤثر ذلك على من حوله ويُشعرهم بالاضطراب، وقد يُسبب شخصٌ واحد مزعج القلق والضيق لشخصٍ آخر ويُعكّر صفو يومه ، ومن الجدير ذكره أنّه ليس بالضرورة محاولة تغييره للأفضل أو تعديل سلوكه، ولكن من الممكن استخدام استراتيجيّة خاصة للتعامل معه نعرضها في السطور التاليه :
-تجاهله:
أحد الطرق الناجحة للتخلّص من الشخص المزعج هي تجاهله وعدم إبداء أي اهتمام لوجوده أو حديثه، وهذا ما سيجعله يشعر بالحرج ويتراجع ويُقلل من مُضايقاته وربما يبتعد نهائيّاً.
-تحديد الوقت المقضي معه:
لا يفترض على الشخص أن يُقوّي علاقاته بالجميع، مما يعني أنه لا داعي لهدر الوقت مع أشخاص يسببون الإزعاج له، لذلك يُنصح بتحديد الوقت أثناء التواجد مع هؤلاء الأشخاص، مع ضرورة عدم السماح لهم بتجاوز الموعد المحدد، ويكون ذلك في حال اضطُرّ الشخص لمقابلتهم أو محادثتهم، أمّا في حال كان الوضع اختيارياً فيفضل عدم مقابلتهم أو مناقشتهم والاعتذار منهم بسبب الانشغال بأمورٍ أخرى
-عدم الدخول في جدال معه:
قد يُحاول الشخص الذي يُضايق غيره الدخول في نقاشات مطوّلة مع الطرف المقابل، أو يطرح بعضاً من أفكاره التي لا تتناسب معه وربما تُسبب له بعضاً من الإحراج وتدفع به للتحدث أو المشاركة في أحاديث لا جدوى منها سوى الدخول في جدال مع شخص يقصد مضايقته، وفي هذه الحالة يُنصح باجتنابه وعدم مشاركته الحديث أو الدخول معه في نقاشات عقيمة، أو الردّ عليه، أو مُحاولة الإشارة إلى عيوبه مباشرةً.
– التحكم بردود الأفعال:
هنالك بعضاً من الآثار السلبيّة التي يُسببها أحد الأشخاص المزعجين للطرف المقابل، فيتركه بحالة صعبة أو ربما في حالة من الهيجان، فيُصبح كلُّ ما يُريده الفرد هو أن يوقفه عند حده ويُبدي استياءه بأي طريقةٍ أتيحت لهُ، ولكن في الحقيقة تُعد الطريقة المُثلى لمواجهة ذلك هي التحكم برد الفعل المباشر والمحافظة على الهدوء التام، وقيام الشخص بالتحكم بلغة جسده وعدم إظهاره لأيِّ مؤشّر بالاندفاعيّة أو العدوانية، وأيضاً يُفضل عدم الإشاحة بالوجه عنه مع نظرات استفزازية من شأنها أن تُدخله في دوّامة قتال هو في غنًى عنها مع ذلك الشخص الذي يُضايقه باستمرار، وكذلك يجب عدم التلفّظ بالكلام السيئ، والتحكّم بآليّة التنفّس؛ لكبح الغضب الداخلي، ومحاولة إظهار عدم التأثر، وإيصال رسالة توضح أنه لا يَسهل استفزازه أو مضايقته.
-تعريفه على أصدقاء جدد:
أحد الطرق غير المباشرة التي تؤدي للتخلّص من الشخص الذي يُضايق غيره ويُسبب لهُ التوتر هي تعريفه على أصدقاء جدد، فيكون الهدف من ذلك إلهاؤه وإعادة توجيه اهتماماته لأشخاص آخرين يتشاركون معه الأفكار ذاتها والمعارف، أو ربما يتصفون بسعة صدرهم وتحمّلهم إذا قام ذلك الشخص بمضايقتهم أيضاً، فيؤدي ذلك إلى منع تواجده المستمرّ إلى جواره وإبعاده بطريقة لطيفة.
– مغادرة المكان بطريقة ذكية:
أحد الطرق الذكيّة للتخلّص من الشخص الذي يُضايق غيره هي مغادرة المكان الذي يتواجد فيه بطريقة ذكيّة، وذلك بمحاولة تحضير الحقيبة والأغراض والاستعداد للذهاب، فيدل ذلك على الرغبة بالمغادرة وعدم إكمال الحديث معه، مما قد يجعله يتوقف عن الحديث ويُغادر قبله، أمّا في حال لم يستجب ذلك الشخص للتلميح فيُمكن التصريح له بذلك وإخباره بأي عُذرٍ يُحتّم الذهاب ومُغادرة المكان كالارتباط بموعد آخر، أو حجة التأخر عن المنزل، وأيضاً يُمكن الاستعانة بصديقٍ أو شخصٍ مقرّب للخروج من ذلك المأزق عن طريق إرسال رسالة لهُ دون أن ينتبه الشخص الآخر، والطلب منه أن يأتي ويصطحبه لمكان آخر.
-الحد من محادثته على الشبكات الاجتماعية:
إنّ الحد من مُحادثة الشخص الذي يُضايق غيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمرٌ جيّد قد يترتّب عليه التقليل من التواصل بينهما، وفي حال كان يجب التعامل معه إجبارياً فيُمكن المماطلة في الرد على اتصالاته ورسائله، أما إن كان شخص غريب فالأفضل قطع الاتصال معه أو حظره نهائيّاً.
-مصارحته:
قد يكون إخبار الشخص المقابل ومُصارحته بشكلٍ مباشر بالرغبة بالابتعاد عنه، وأن يتوقف عن مضايقته هي أسرع طريقة لإنهاء القلق والتوتر، ويُمكن التوجّه لاستخدام هذه الطريقة في حال فشل التلميحات والطرق السابقة فذلك يُحتّم على الطرف الآخر الذهاب في سبيله وإنهاء هذه الجلبة، ولكن يُنصح بطرح الموضوع بطريقة مُهذبة حتى لا يُحدث ضرراً في مشاعر الشخص المقابل خاصةً إذا كان صديقاً أو قريباً.
-التقليل من استضافته:
تعد استضافة الشخص لغيره في المنزل أو مكانٍ آخر طريقةً محببةً لكسب صداقته وتوطيد العلاقة معه، ولكن في حال كان هنالك شخص مزعج ويُضايق غيره بأيّ طريقةٍ كانت فيُفضل ألا يقوم باستضافته أو المبالغة بإكرامه حتى لا يسبب له مزيداً من القلق والإزعاج، كما أنّه قد يستغلّه ويكرر زياراته غير المرحب بها.
وفي الختام أود أن أقول أن الأذى سواء بالقول أو بالفعل ليس من صفات المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”