كتبت: منه الخولي
قال الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة: إن الله قد حفظ العلم بالأزهر الشريف؛ فحفظ فقه التراث، وأنشأ هيئات وكيانات علمية تجدد للأمة أمور دينها وتحفظ العقل البشري، وإن المؤتمر الثالث لكلية الدعوة الإسلامية بعنوان: «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن…رؤية واقعية استشرافية»، يأتي برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لحماية الوعي الفكري من براثن تزييف الخروقات الجاهلة التي تضرم نيران التعصب بحمق الفتاوى المضللة، وصياغة رأي أزهري في معالجة الوعي الشارد.
وأكد عميد كلية الدعوة أن الأزهر الشريف بهيئاته بَنى وعيًا حصينًا؛ لربط التجديد بقلب التراث في أعظم أيقونة حضارية تشكِّل وعيًا يحفظ السلم والأمن، وتصدير الوعي القائم على الإقناع العقلي بأجلَى صُوَر الدلالة والبرهان، وعيًا يتسنَّم ذِروة الاستقطاب العقلي بأحلى المعاني الوجدانية، وما أحوج الوعي البشري إلى المكوِّن الأزهري؛ لضبطِ الخريطة الذهنية المودعة فيه؛ خصوصًا في ظل تخلق وعي تقني مستباح للتغذية بثقافات منفلتة أحدثت اختراقًا قويًّا لجُدر الحماية الفطرية، تحتاج حقًّا إلى برامج الأزهر الشريف المضادة للأفكار المشبوهة التي تخطف الوعي إلى ضلالات تهوي به في مكانٍ سحيقٍ، تشكك في العقيدة، وتدعو إلى الإلحاد، وتنتهك الأخلاق.
وأضاف الدكتور الجندي أن جهود الأزهر الشريف في هذا الاتجاه تحمي الوعي من موجاتِ المسخ والتدمير والاختراق العابرة للحدود الزمانية والمكانية، والمفككة للقيود الفكرية، والرمزية والقيمية عبر مناعة ذاتية، تقيه التحول إلى آلةٍ تقنية ذات تصورات إسقاطية مفروضة عليه فرضًا؛ ولذلك فإن حراسة الهيئات والمؤسسات الأزهرية كلها مجتمعة تمثل تكاملًا مثاليًّا لشراكةٍ قويةٍ، لا تسمح أبدًا بتسلل الحاقدين الذي يسهرون على ضوء الشموع؛ للنَيل من الإسلام ورسالته السمحة خصوصًا في ظل ما يعكسه الواقع الآن من أحداثٍ تأخذ بالألباب إلى منعطفٍ من الذعر والفزع مما ينشر من ضلالات وأكاذيب عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
واختتم عميد كلية الدعوة الإسلامية كلمته بأن هذا المؤتمر يهدف إلى شراكة أزهرية مركزية، تُبرز دعوة الإسلام للوجود كله بمنهجِ الأمن الفكري، وتنقذه من عناء الصياغات الفكرية المنزلقة إلى نظام حياة الغابة، والعبث بالأنفس وإهلاك الحرث والنسل، والله لا يحبُّ الفساد، شراكة أزهرية تشكل وعيًا آمنًا، يحمي من ويلات الغلو والتطرف والتكفير بكل صوره وألوانه، ويحرر الناس من الخوف والفزع، مع التأكيد على عدم المساس بمنهج الله سبحانه؛ فإنه لا اجتهاد مع النص، وتدعم السلام والأمان في الأوطان.
The short URL of the present article is: https://kayan-misr.com/30pt