بقلم :الدكتورة منال متولي
رئيس لجنة البيئة في نقابة المهندسين
في زمن تزايدت فيه التحديات البيئية والتأثيرات السلبية لتلوث الهواء والمياه، يظل دور الأشجار أساسياً في حماية وتحسين البيئة والصحة العامة فإن قطع الأشجار يمثل خطراً حقيقياً على التوازن البيئي ويجب أن نتحد جميعاً للحفاظ عليها وزراعتها بدلاً من قطعها.
الأشجار تلعب دوراً فعالاً في تحسين جودة الهواء عبر امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأوكسجين الضروري للحياة. كما تحتجز الأوراق والأغصان الجسيمات الصغيرة التي تنقلها الرياح والتي تحتوي على ملوثات من مصادر مختلفة مثل حرق الوقود الأحفوري.
لا تقتصر فوائد الأشجار على تحسين جودة الهواء فقط، بل تمتد أيضاً إلى تنقية مياه الأمطار والمياه الجوفية من خلال عملية الترشيح والامتصاص التي تقلل من وصول المواد الكيميائية الضارة إلى المسطحات المائية العذبة.
إضافة إلى ذلك، تلعب الأشجار دوراً كبيراً في تحسين المناخ المحلي بتخفيض درجات الحرارة في المدن وإنشاء بيئة أكثر سكوناً وهدوءاً بفضل امتصاصها للضوضاء وتخفيف الرياح (الغبرة).
لا تقتصر فوائد الأشجار على البيئة فقط، بل تمتد أيضاً لتعزيز الصحة العامة والنشاط البدني. توفر المساحات الخضراء المحاطة بالأشجار بيئة مشجعة للمشي والرياضة، وتقلل من مستويات السمنة والأمراض المتعلقة بها في المدن المزدحمة.
تؤكد الدراسات أن وجود الأشجار يزيد من قيمة العقارات بنسبة تتراوح بين 20% إلى 50%، كما أن الشقق والمكاتب التي تحاط بها الأشجار يتم بيعها وتأجيرها بشكل أسرع ويبقى النزلاء في الفنادق لفترات أطول.
رغم أهمية الأشجار، فإننا نواجه تحديات كبيرة مثل قطع الأشجار غير المشروع والتي تعد مخالفة للقوانين البيئية المحلية والدولية. يجب على الحكومات والمجتمعات المدنية تشديد تنفيذ القوانين وحماية الأشجار كموارد حيوية للبيئة.
لذا، دعونا نعمل جميعاً لنحمي الأشجار ونزرع المزيد منها، لأنها تمثل ليس فقط مستقبلنا بل مصدر حياتنا وصحتنا اليومية. دعونا نتكاتف للحفاظ على هذه الهدايا الطبيعية التي تساهم في جعل عالمنا أكثر صحة وجمالاً.