بقلم محمد أبو المجد :
في زحام الأحداث والصراعات التي تمزق منطقة الشرق الأوسط، تبرز قصص تلامس القلب وتعيد إلى الأذهان المعنى الحقيقي للإنسانية. محمد، طفل مصاب بمتلازمة داون، يمثل إحدى هذه القصص المؤلمة والمؤثرة. في لحظة رعب وقسوة، تحولت براءة محمد إلى مأساة تركت أثرًا لا يُمحى في قلوب من سمعوا بها.
محمد، الطفل البريء الذي لم يكن يفهم كثيرًا من تعقيدات هذا العالم، وجد نفسه في مواجهة لا يتخيلها العقل. كلب من كلاب “إللي ميتسموش”، مدرب على الهجوم، كان يقف أمام محمد، الذي لم يكن يملك سوى قلب مليء بالحب والطيبة. في لحظة مرعبة، ومع شعوره بالألم الذي لا يُحتمل، لم يجد محمد شيئًا يفعله سوى أن يتحسس رأس الكلب، محاولًا بطريقته البريئة أن يهدئه. كانت كلماته الأخيرة تعبر عن إنسانية وشفافية قلبه: “سيبني يا حبيبي خلص”.
تُظهر هذه القصة جانبًا مظلمًا من الصراع الذي يفتقر في كثير من الأحيان إلى الإنسانية. محمد لم يكن يهدد أحدًا، ولم يكن يشكل خطرًا على أي شخص. كل ما كان يملكه هو قلب أبيض وروح نقية. تعرضه لهذه القسوة هو انعكاس لواقع مؤلم يتطلب منا جميعًا الوقوف والتفكر في ما يحدث.
قصة محمد هي دعوة لكل إنسان يحمل في قلبه ذرة من الرحمة للتفكر في حال هذا الطفل البريء. إنها تذكرة بأن في خضم الصراعات السياسية والعسكرية، هناك أرواح بريئة تُسحق، وأطفال يُحرمون من أبسط حقوقهم في الحياة.
الإنسانية لا يجب أن تكون مجرد كلمة، بل يجب أن تكون فعلاً نمارسه كل يوم. محمد كان يستحق حياة مليئة بالحب والاهتمام، لا أن يُحرم من حقه في الأمان ويُعامل بهذه الوحشية.
نحن كأفراد وكأمم، يجب أن نرفع أصواتنا ونطالب بالعدالة للأطفال مثل محمد. يجب أن نسعى لتحقيق عالم أفضل، حيث يكون لكل طفل الحق في الحياة بأمان وسلام. قصة محمد هي دعوة للاستيقاظ وإعادة النظر في قيمنا ومبادئنا. إنها تذكرة بأن الإنسانية يجب أن تكون في قلب كل ما نقوم به.