كتبت: منه الخولي
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال: ما حكم الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة؛ كالاحتفال بليلة القدر، والإسراء والمعراج، والمولد النبوي الشريف وغيرها؟
أجابت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية “الفيس بوك”، بأن الاحتفال بالمناسبات الدينية أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ لا كراهةَ فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، ولهذه الاحتفالات من الآثار النفسية والتربوية على أفراد المجتمع وأطيافه ما يعود بالنفع العظيم على تثبيت الهُوية الوطنية والدينية في نفوسهم، والاجتماع لتلك الاحتفالات فيه من التواصل والصلة والبر ما يدرأ كثيرًا من الشر الذي يأتي من وراء الانعزالية والفردية، ويحصل من منافع أضحت المجتمعات في أشد الاحتياج إليها؛ فهي أيضًا فرصة حضارية لإطعام الطعام ونشر السلام وصلة الأرحام.
وقد ورد الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله عز وجل: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، وجاءت السنة الشريفة بذلك؛ فروى الطبراني في “المعجم الأوسط” عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا».
وفي خصوص مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذا بنزول الوحي عليه: أخرج الإمام مسلم في “صحيحه”، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ-».