كتب شادي أدورد
رغم كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، تحدوا إعاقتهم الذهنية حتى لا تقف حائلاً أمامهم، وبشارع القيصرية بنجع حمادى شمال محافظة قنا، هُناك يوجد صالون لتصفيف الشعر يديره إثنان من الصم والبكم وهما الشقيقان حمادة وبدوى أبناء قرية السلامية بشرق النيل أكثر من 25 عام فى المهنة «هم متحدى الإعاقة» .
يتعامل الشقيقان حمادة وبدوى مع زبائنهم بشكل يومي من خلال الإشارة وأحيانا يستعين الزبائن بالجيران وأصحاب المحال المجاورة لعدم خبرتهم بلغة الإشارة لمساعدتهم .
بدوى احمد عجور صاحب الـ54 عام وأخيه حمادة صاحب الـ39 عام بالمهنة منذ 25 عام حيث إن هذه المهنة متوارثة عن الاب كما إن الصالون منذ 50 عام علي ماهو عليه بإختلاف تطوير أدوات التصفيف الخاصة بقص الشعر .
حاولنا الإستعانة بأحد الشباب فى الصالون الذى كان يفهم لغة الإشارة ليترجم لنا، ما يقوله العم «بدوى» ، حيث أنه قال لنا: فالبداية يجب فهم الزبون ماذا يريد من حركات فمه ولغة الإشارة وندرك ما يطلبه الزبون، كما إننا بدئنامن تطوير أنفسنا بالمهنة وبنستخدم ماكينه الحلاقة الكهربائية الحديثة بدلاً عن المقصات والماكينات البدائية القديمة، تربطنى علاقة طيبة بزبائن الصالون «يحبوننى وأحبهم» .
وأوضحا متحدي الإعاقة إن يومهم يبدأ من 9 صباحاً ليقوموا بفتح الصالون ويبدئوا بتنظيفه، ثم يجلسوا فى إنتظار الزبون كما إن أغلب زبائنهم من الصم والبكم أيضاً ويتم إغلاق الصالون فى الـ8 مساءً .
العم «بدوى» يعتز بنفسه وبعمله الشريف، أفضل من الجلوس فى المنزل منتظر الأسرة أن تنفق عليه، فيما أبدى العشرات من الزبائن بالصالون إعجابهم بالعم بدوى وأخيه وكفاحهم وقدرتهم على التعايش مع المواطنين .
دائماً ماتجد العم «بدوى» مبتسم والإبتسامة لاتفارق وجهة علي الرغم من عدم إجادته الحديث، تسعيرة الحلاقة المخفضة بالصالون هي التى جعلته جاذباً للمواطنين، خاصة أن تسعيرته 30 جنيه فقط وأقل إن لم يكن لدي الزبون .
لم يقفي دون عمل أو مكتوفي الأيدى كغيرهم من الشباب لكنهم قرروا تحدى إعاقتهم والانفاق علي أنفسهم وأسرهم دون أن يستسلموا أو يأخذوا اى مساعده ودعم من أحد ، وعلي مدار 25 عام اكتسبوا محبة الجميع .
The short URL of the present article is: https://kayan-misr.com/8h65