كتبت: منه الخولي
شهر رمضان الكريم له من الفضل العظيم فيه تُغل الشياطين وكذلك أفضل ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر وتكثر فيه الخيرات والبركة، ويستعرض موقع كيان مصر فضل شهر رمضان .
فقد ورد دعاء الرسول في أول رمضان في كتب السنة والحديث بسند صحيح، كما وردت عدة أدلة تفيد بأن بداية شهر رمضان مشهودة في السماء قبل الأرض ولها قدر عظيم ومكانة خاصة، إذ يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم “إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين”.
وفي وصف رائع وجميل لا يمكن أن يوصف لشهر غير شهر رمضان، روى ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله يقول: “إن الجنة لتبخَّرُ وَتُزَيَّنُ من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان”، أي تتزين استعدادًا لبدايته.
ثم أكمل ابن عباس عن النبي الكريم: “فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها: المثيرة، فتصفق أوراق أشجار الجنان، وحلق المصاريع؛ فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه”.
وليس هذا فحسب بل: “فتبرز الحور العين، حتى يقفن بين شرف الجنة فينادين: هل من خاطب إلى الله فيزوجُه؟ ثم يقلن الحور العين: يا رضوان الجنة، ما هذه الليلة؟ فيجيبهن بالتلبية. ثم يقول: هذه أول ليلة من شهر رمضان، فتحت أبواب الجنة على الصائمين من أمة محمد” رواه البيهقي وغيره.
ومن فضل شهر رمضان ما رواه أبي هريرةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال، لم تعطها أمة قبلهم:
خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا.
ويزين الله كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ويصيروا إليك.
وتصفد فيه مردة الجن، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره.
ويغفر لهم في آخر ليلة.
قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله”.
وقيل أن من تطوع في شهر رمضان بخصلة من خصال الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه.
كما روى أبو جعفر بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا استهل شهر رمضان استقبله بوجهه، ثم يقول: “اللهم أَهِلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجللة، ودفاع الأسقام، والعون على الصلاة والصيام، وتلاوة القرآن، اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا، وتسلمهُ منا، حتى يخرج رمضان وقد غفرتَ لنا ورحمتنا وعفوت عنا”. أخرجه ابن عساكر.
وتبع الصحابة رضوان الله عليهم سنة النبي في استقبال رمضان، فقد كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى الهلال قال: “اللهم إني أسألك خير هذا الشهر، وفتحه ونصره وبركته، ورزقه ونوره وظهوره، وأعوذ بك من شره وشر ما بعده”.
وكانوا يحرصون في بدايته خاصة على كثرة التطوع بالصدقات، فقد قال ابن أبي مريم عن أشياخه: أنهم كانوا يقولون: إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله، وتسبيحةٌ أفضل من ألف تسبيحة في غيره.
دعاء الرسول في أول رمضان
ومن صيغ دعاء شهر رمضان ما يلي:
“اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا يا الله”.
“يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا يا ارحم الراحمين”.
“اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار يا أكرم الأكرمين”.
اللهم إني اسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وبلغني ليلة القدر واجعلني فيها من الفائزين”.
“اللهم افتح لي أبواب رحمتك في رمضان ووفقني يا كريم لتلاوة القرآن يا منزل الكتاب يا هازم الأحزاب وعجل بنصرك للمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها وأنزل السكينة في قلوب المؤمنين”.
“اللهم اجعلنا في رمضان من المقبولين الذين آمنوا بالله العلي العظيم واتبعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجعلِ الجنة لنا يا كريم منزلا، يا قاضي الحاجات سد الدين عن المدينين واحفظ بلاد المسلمين وبارك لنا في أبناءنا وأحباءنا برحمتك يا أرحم الراحمين”.
“اللهم افتح لي في رمضان أبواب رحمتك وفضلك وجودك وأنزل علي يا رحمن الدنيا والآخرة فيه بركاتك ووفقني فيه للعمل الصالح وموجبات مرضاتك يا مجيب دعوة المضطرين اوقف الحرب الغاشمة على بلاد المسلمين وأطفال غزة وشيوخ غزة”.
اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي”.
“اللهم اصرف عني عذاب جهنم، وآتني في لدنك رحمة وهيئ لي من أمري رشدا، يا كريم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي وتقبل دعائي في رمضان وسائر الأيام، وتقبل مني إنك أنت السميع العليم يا حنان يا منان يا واسع العطاء والغفران وفقنا لصيام شهر رمضان وقيامه”.