كتبت : مي سليم
يلعب النظام الغذائي ونمط الحياة دورا كبيرا في ظهور الأمراض أو الوقاية منها، ولكن بالنسبة للكثيرين، إن إجراء تغييرات طويلة الأجل أسهل قولاً من الفعل.
فقد أثبت الباحثون مؤخرا أن تناول نظام غذائي قائم على النباتات لمدة شهرين فقط له تأثير كبير وذو مغزى على عمر الإنسان البيولوجي، وهو أحد المؤشرات الرئيسية للصحة مع التقدم في العمر، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية BMC Medicine.
وقام فريق من العلماء بفحص “ساعة العمر الجينية”، وكيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على الصحة الخلوية على المستوى الجزئي. ففي حين أن تاريخ الميلاد يحدد عمر الإنسان العددي أو الزمني، فإن حالة خلاياه وأنسجته وأعضاء جسمه تمنح قراءة لعمره البيولوجي.
بحثت الدراسة، التي أجريت عام 2023، في كيفية استخدام التغذية للتأثير على التعبير الجيني للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وغيرها من الحالات الأيضية والسيطرة عليها.
تشارك التعديلات فوق الجينية أيضًا في تحديد أسباب الالتهاب في العديد من الاضطرابات، بالإضافة إلى السمنة وهشاشة العظام والسكري.
شرع العلماء في قياس مدى تأثير النظام الغذائي النباتي قصير المدى على العلامات البيولوجية للشيخوخة في الجسم، مقارنة بأسلوب الحياة النباتي ، وللقيام بذلك، تم اختيار 21 مجموعة من التوائم المتطابقة، بمتوسط عمر 40 عامًا، وخصصوا لأحدهم نظامًا غذائيا نباتيا صحيًا لمدة ثمانية أسابيع والآخر نظامًا غذائيًا صحيًا يتضمن تناول اللحوم على مدى نفس الإطار الزمني
اكتشف الباحثون أنه في حين بدأ التوائم التجربة بدرجات أساسية مماثلة، فإن أولئك الذين يتبعون النظام الغذائي النباتي كان لديهم تغييرات كبيرة في العلامات التي تدعم العمر البيولوجي عند علامة الثمانية أسابيع.
كما لاحظوا تغييرات كبيرة باستخدام ساعات العمر الجينية بين التوائم المتطابقة الأصحاء، مما يشير إلى فوائد قصيرة المدى لنظام غذائي نباتي مقيد السعرات الحرارية مقارنة بنظام غذائي يعتمد على اللحوم والأسماك.
بشكل عام، شهدت المجموعة، التي تلقت نظامًا غذائيًا نباتيًا انخفاض في عمرها البيولوجي بمعدل 0.63 سنة (أو ما يزيد قليلاً عن 7.5 شهرًا) في ثمانية أسابيع فقط.
كما كان هناك انخفاض في العمر البيولوجي لكل شخص مقارنة بعمره الزمني، والذي يعادل 0.0312 وحدة. في الأساس، يُترجم هذا إلى أن هؤلاء المشاركين أصبح لديهم أعمار بيولوجية أقل مما هو متوقعًا من شخص في عمرهم الزمن
لكن هناك بعض التحذيرات، حيث طُلب ممن تناولوا نظامًا غذائيًا يشتمل على اللحوم، تناول ما بين 170-225 غرامًا من اللحوم وبيضة واحدة و1.5 حصة من منتجات الألبان كل يوم.
كما استهلكت المجموعة النباتية 200 سعر حراري أقل يوميًا خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الوجبات المعدة، وفي نهاية التجربة، خسر المشاركون في الدراسة ما معدله 2 كغم أكثر من المجموعة التي تناولت اللحوم والأسماك.
إن المفتاح لأي نظام غذائي مع أو بدون منتجات حيوانية هو أنه يتكون من مجموعة واسعة من الأطعمة، بما يشمل الخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والفاصوليا والبازلاء والعدس مع الحبوب الكاملة وإذا كان الشخص لا يرغب في استهلاك كميات معتدلة من اللحوم ومنتجات الألبان، فيجب تضمين مصادر بديلة للمغذيات بما يشمل اليود والحديد والكالسيوم إلى جانب فيتامينات B12 وD في النظام الغذائي جنبًا إلى جنب مع مصدر لأحماض أوميغا-3 الدهنية