كتبت: منه الخولي
صلاة العيد شريعة من شرائع الله -تعالى- الظاهرة، وهي عبادة خاصّة تميّزت بها أمّة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي باب من أبواب شكر الله -تعالى- على هذه العبادات، بالإضافة إلى أنّها داعية لاجتماع المسلمين وتوادّهم وتراحمهم وتصافي قلوبهم، وهي بركة وطهر للمسلمين.
حكم صلاة العيد
يدور الحكم الفقهي لصلاة العيد بين ثلاث أقوال، وبيانها فيما يأتي:
الحنفية: ذهبوا إلى أنّها واجبة؛ فأوجبوها على من تجب عليه الجمعة، إلّا أنهم لم يوجبوا خطبتها وذهبوا إلى أنّها سنّة، ودليلهم على وجوب صلاة العيد مواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم- على أداء صلاة العيد.
المالكية والشافعية: ذهبوا إلى أنّها سنّة مؤكدة في حقّ من تجب عليه الجمعة؛ حيث تجب الجمعة على كل ذكر بالغ حرّ مقيم في البلد الذي تقام فيه الجمعة، وعند الشافعية تشرع للمنفرد كما تشرع للجماعة، وتشرع للمرأة والصبي والمسافر والصغير والخنثى، ولا تشرع عند المالكية للصبي والمرأة والمسافر، واستدلّ الشافعيّة والمالكيّة على أنّها سنّة لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- داوم عليها، ولقوله للأعرابي الذي سأل عن الصلاة: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).
الحنابلة: ذهبوا إلى أنّ حكم صلاة العيدين فرض كفاية؛ فإن فعلتها جماعة من المسلمين سقطت عن الباقين، وقد فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه من بعده، ولكنّها ليست فرض عين على كلّ مسلم، وأقلّ عدد لصلاتها هو أربعين شخصاً.
وقت صلاة العيد
يبدأ وقت صلاة عيد الأضحى عند ارتفاع الشمس في السماء على قدر رُمح، أمّا وقت صلاة الفطر فيبدأ عند ارتفاع الشمس بمقدار رمحين.
مكان صلاة العيد
السُنّة في صلاة العيد أن تكون في مصلّيات خارج البلدة، حيث يُسنّ الخروج إلى الصحراء لصلاة العيد هناك، وهذا هو فعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، واتّفق على ذلك الأئمة الأربعة، ولا تكون صلاتها في المساجد إلّا لطارئ يمنع من الصلاة خارجاً؛ كالمطر والرياح الشديدة ونحو ذلك.
وقد بيّن الشافعية أنّ الصلاة في المساجد أفضل؛ لأنّها أنظف وأشرف، وأباحوا الصلاة خارجاً حال عدم اتّساع المسجد للناس وحصول مزاحمة شديدة، ولأنّ أهل مكّة يصلّون العيد في المسجد الحرام، وقد يكون ذلك بسبب صعوبة الصلاة في الصحرء في مكّة لكثرة الشعاب والأودية وصعوبة ذلك على الناس.
كيفية صلاة العيد
عدد ركعات صلاة العيد ركعتان باتّفاق الفقهاء، ودليل ذلك قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (صلاةُ الجمُعةِ رَكْعتانِ، وصلاةُ الفطرِ رَكْعَتانِ، وصلاةُ الأضحَى رَكْعتانِ، وصَلاةُ السَّفرِ رَكْعتانِ تمامٌ غيرُ قَصرٍ على لِسانِ مُحمَّدٍ).
عدد التكبيرات في صلاة العيد
يبدأ المصلي صلاة العيد بتكبيرة الإحرام ثم يلحقها بالتكبيرات الزوائد، وكذلك في الركعة الثانية، -وتكبيرات العيد في الصلاة قد بُيِّن عددها سابقاً في كلّ مذهب-.
خطبتا العيد
اتّفق الفقهاء من حنفية وشافعيّة وحنابلة أنّ خطبتي العيدين سنّة، أمّا المالكية فيرون أنّ الخطبتين مندوبتان وليستا بسنّة، والحنابلة والشافعية عندهم السنّة والمندوب بمعنى واحد، لذا فهما مندوبتان أيضاً عند كلّ مذهب منهما.