كتبت: منه الخولي
خلال كلمة شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بمناسبة الاحتفال بليلة القدر لعام1445 هجرية، قال: بشَّرونا بأن القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد هو قرنُ العلم والتقدُّم والرُّقي، وقرنُ الأخلاق الإنسانية والحريَّة والديمقراطيَّة وحقوق الإنسان، وغير ذلك من الأكاذيب والأباطيل التي انطلَتْ على كثيرين منَّا، وحسِبوها حقائقَ ثابتةً مِن حقائق الأذهان والأعيان؛ فإذا هي اليوم، وكما يقولُ القرآنُ الكريم: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} [النور: 39].
وأضاف شيخ الأزهر لعلَّ الأحداثَ القاسية التي نعيشُها صباحَ مساءَ، تُثبت -دون أدنى ريب- أنَّ الإنسانيَّة لم تكُن في عصرٍ من عصورِها بحاجةٍ إلى هَدْي القرآن الكريم، وهَدْي أمثاله، من الكُتُبِ المنزَّلة – بمِثل ما هي عليه اليوم، فقد أصبح واضحًا أنَّ عالمنا المعاصر فَقَدَ القيادةَ الرَّشيدة الحكيمة، وراح يَخبِطُ خبطَ عشواء، بلا عقلٍ ولا حكمةٍ ولا قانون دولي، وباتَ يندفعُ -بلا كوابحَ- نحوَ هاويةٍ لا يَعرِف التَّاريخ لها مَثيلًا من قَبلُ..
وأكمل حديثه إن أبطال هذه الصورة (العدوان على غزة) قادَةٌ سياسيِّون وعسكريون، مِن ذوي القُلُوب الغليظة التي نَزَعَ اللهُ الرَّحمة من جميع أقطارها، يقودونَ فيها جيشًا مُدجَّجًا بأحدثِ ما تقذفُ به مصانعُ أوروبا وأمريكا من أسلحةِ القتل والدَّمار الشَّامل، ويُواجِهونَ به شعبًا مَدنيًّا أعزل، لا عهدَ له بقتالٍ، ولا بسَفْكِ دماءٍ بريئة، ولا بمرأى جُثَثِ الأطفال والنِّساء والرِّجال والمرضى، وهي مُلقاةٌ على قَوارعِ الطُّرقات أو مُغيَّبةٌ تحتَ أنقاضٍ ومَبانٍ مهدَّمة في الأزقَّةِ والحواري..