كتبت: رنا الخياط
يقول فيلسوف الطعام فى مقدمة كتابه: «أما بعد، فيقول الفقير إليه تعالى أحمد بن إبراهيم عشى باشا المرحوم المبرور الخديوي الأسبق، أسبغ عليه سجال رحمته ورضوانه، أنه لما كانت صناعة الطبخ حتى الآن مهجورة لم يتعاهدها أحد من أهل هذا الفن إلا البعض القليل من ذوي البضاعة الفاسدة، وقد طلبت مني شرزمة من الإخوان أن أضع لهم فيها كتابا يكون شافيا وافيا يهتدي بنجومه ويرمي برجومه فتلبية لطلبهم قد شرعت في هذا الكتاب اللطيف يشرح موجز ظريف خال من التطويل الممل والايجاز المخل، حاوي لجميع ما تستلزمه هذه الصناعة الشريفة من الضروريات».
هل سمعت يوما عن فيلسوف الطعام؟ ويبدو أن أحدهم كان أقدم حائز على لقب له علاقة بالطعام كان في مصر وقبل أكثر من 100 عام تقريبا.
من هو فيلسوف الطعام؟
هو الأسطى أحمد إبراهيم أو حسبما يلقب بـ«فيلسوف الطعام وعشى الباشا»، كان الطباخ الخاص بالخديوي إسماعيل، وبعد أن ترك الخدمة في السرايا أصبح مشهورا وكثر الطلب عليه لعمل الولائم الخاصة في الأوساط العليا، وطلب منه وقتها بعض الناس أن يكتب كتابًا عن فنون الطهي فألف كتابا واسماه «نصيحة الأنام في حسن الطعام» وصدرت الطبعة الأولى منه عام 1893، وطُبع منه طبعات كثير بعدها.
لم يقتصر تأليفه على كتاب «نصيحة الأنام في حسن الطعام»، بل قام بكتابة 73 كتاب آخر، وكان أحمد إبراهيم من موظفي نظارة المعارف العمومية، من أعماله «أدبيات اللغة العربية» الذي ألفه بالاشتراك مع: «محمد عاطف»، و«محمد نصار»، و«عبد الجواد عبد المتعال».
هذا الكتاب كان دليلاً حيًا على فترة زمنية مهمة في أواخر القرن التاسع عشر وعن طريقه نتعرف على أشياء كانت جديدة وقتها على المطبخ المصري ولأول مرة تستخدم مثل الطماطم والمكرونة وأكلات غربية فاخرة تناسب المائدة الخديوية وأكلات مصرية لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
يتناول الكتاب صناعة الطبخ وما يلزم في هذه الصناعة ويصف الأطباق المختلفة وكيفية إعدادها، بالإضافة إلى شرح المكونات اللازمة للطهي.