كتبت: منه الخولي
أشار مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عبر صفحته الرسمية الفيس بوك إلى أن جيش بوركينا فاسو، أعلن أنه نجح في القضاء على أكثر من 150 إرهابياً خلال معارك شرسة وقعت في منطقة جورما، شرقي البلاد في موقع غير بعيد من الحدود مع دولتي النيجر وبنين المجاورتين أو المنطقة التي باتت تعرف باسم “مثلث الموت”.
كما صرَّح الجيش إن وحدات خاصة من قوات مكافحة الإرهاب، مدعومة بسلاح الجو ومسيرات، لاحقت مئات الإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على مدينة بامبا في محافظة غورما، وألحقوا بهم خسائر فادحة على مستوى الأرواح والمعدات.
وأوضح الجيش أنه بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تدخل سلاح الجو وقصف المجموعات الإرهابية المتمركزة بالمنطقة، لتعثر بعد نهاية المعارك على أكثر من 103 جثة لإرهابيين قضوا خلال المعارك، بالإضافة إلى نحو خمسين جثة احترقت في القصف الجوي.
وقال الجيش إن العملية العسكرية الأخيرة مكنته من مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الحربية واللوجيستية كانت بحوزة الإرهابيين، مشيراً في السياق ذاته إلى أن عمليات التمشيط ما تزالُ مستمرة في المنطقة للبحث عن أي مخابئ للإرهابيين.
وتواجه بوركينا فاسو منذ 2015 خطر مجموعات إرهابية، بعضها موال لتنظيم القاعدة، وبعضها الآخر موال لتنظيم داعش، ونجحت في السيطرة على مناطق من شمال وشرق البلاد، إلا أن خطرها تنامى في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ.
في سياق متصل، أعلن الجيش التشادي أنه قتل 70 إرهابيًا ودمر خمسة مخابئ للإرهابيين في منطقة بحيرة تشاد. ووفقًا للجيش التشادي، تأتي هذه العملية العسكرية ضمن العمليات التي تنفذها قوات من وحدة النخبة التي شُكلت في الفترة الماضية، ما أجبر عناصر بوكو حرام والمليشيات المنشقة عنها إلى التراجع نحو إقليم تشاد.
بدوره يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أن تكامل جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف باتت هي الخيار الأوحد للقضاء على هذا الوباء الخطير، خاصة في القارة الإفريقية التي تعاني من تبعات هذا الفكر والتنظيمات التي تتبناه.
كما يشدّد المرصد على أن المكافحة الميدانية المتمثلة في العمليات العسكرية والملاحقات الأمنية تمثّل أحد جناحي العمليات ضد التنظيمات المتطرفة، بينما تمثل المواجهة الفكرية وتحصين عقول الشباب ضد هذا الفكر الجناح الآخر، فبدون الأولى تكون البلاد مستباحة من قبل تلك التنظيمات تنفذ فيها خططها الإجرامية وعملياتها الوحشية كيفما تشاء، وبدون الثانية تبقى العقول أسيرة لأفكار شاذة وآراء منحرفة تهوي بأصحابها في براثن العنف والكراهية والتخريب، ما يحتم ضرورة تضافر جهود المكافحة الميدانية والفكرية على حد سواء خاصة في القارة الإفريقية التي تطمع التنظيمات الإرهابية في السيطرة عليها والتحكم في مصير شعوبها.